كشف تقرير أعدته منظمة إسرائيلية غير حكومة أمس أن 13 ألف وحدة سكنية استيطانية ستخرج من طور المصادقة إلى طور الانجاز على أرض الواقع مباشرة بعد انتهاء مفعول قرار التجميد في ال 26 من الشهر الجاري في ضربة مقصودة من حكومة الاحتلال تجاه مفاوضات السلام التي تنطلق جولتها الثانية اليوم بمنتجع شرم الشيخ المصري. وجاء في التقرير الذي أصدرته منظمة ''السلام الآن'' الإسرائيلية انه ''إذا لم يتم تمديد مهلة تجميد الأنشطة الاستيطانية فإن المستوطنين يمكن لهم نظريا بناء 13 ألف وحدة سكنية من دون اللجوء إلى الحكومة التي سبق وصادقت على بناء هذه الوحدات الجديدة''. وأكدت المنظمة المناهضة للاستيطان انه تم منح تراخيص البناء لما لا يقل عن 2066 وحدة استيطانية بدء البناء فيها، في حين سيشرع في الآجال القريبة في بناء مئات الوحدات الاستيطانية الأخرى. كما أوضح التقرير أن هناك 25 ألف وحدة استيطانية أخرى تمت المصادقة في الماضي على خطط بنائها في المستوطنات غير أن تنفيذها يحتاج إلى إذن مسبق من الحكومة. ولا يقتصر بناء هذه المستوطنات على القدسالمحتلة التي تسعى إسرائيل لجعلها عاصمتها الأبدية بل تعدتها إلى الضفة الغربية وهو ما يدحض ما يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن إمكانية مواصلة التجميد في البؤر الاستيطانية الكبرى. ويكون نتانياهو اضطر إلى الترويج لمثل هذه الادعاءات بخصوص تجميد الاستيطان لتفادي المزيد من الضغوط الأمريكية من جهة ولإرضاء شركائه في الحكومة من أحزاب اليمين المتطرف وعلى أرسها حزب ''إسرائيل بيتنا'' الذي يترأسه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وحزب ''شاس'' الديني المتطرف من جهة ثانية. ويرى المراقبون لمسار السلام انه من الصعب جدا على نتاياهو إذا لم يكن مستحيلا عليه تمديد قرار التجميد إلى ما بعد ال 26 من الشهر الجاري بالنظر إلى تركيبة حكومته التي يتحكم فيها اليمين المتطرف.وهو ما يضع مفاوضات السلام التي تعقد جولتها الثانية اليوم على عتبة الانهيار خاصة وأن السلطة الفلسطينية أكدت مرارا بأن السلام والاستيطان لا يلتقيان وربطت مواصلتها المسار السلمي بموافقة إسرائيل على تجميد أنشطتها الاستيطانية. وستحدد الأيام القليلة القادمة ما إذا كانت السلطة الفلسطينية ستتمسك بموقفها، أم أنها ستخضع مجددا للضغوط الأمريكية التي سترغمها على قبول أمر الواقع مكرهة ومواصلة الجلوس إلى طاولة مفاوضات طرفها الثاني لا يعير أدنى اهتمام لا للسلام ولا لما يسعون إلى إحلاله. وأي سلام هذا يمكن بلوغه وإسرائيل لا تتوقف ولو للحظة عن مواصلة مخططاتها الاستيطانية والتهودية من جهة واعتداءاتها ضد كل ما هو فلسطيني من جهة ثانية. فقد أقدمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي منذ الساعات الأولى ليوم أمس على إدخال أكثر من 130 يهوديا متطرفا إلى المسجد الأقصى المبارك من بوابة المغاربة وذلك تحت حماية قوة معززة من حراسات شرطة الاحتلال. واقتحم متطرفون يهود باحات وساحات ومصليات المسجد الأقصى المبارك في استفزاز واضح لمشاعر الفلسطينيين وكل المسلمين مما يزيد من توتر الأوضاع في القدسالمحتلة. وتزامن ذلك مع اعتقال قوات الاحتلال لمواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية كما أقدمت وللمرة الخامسة على هدم قرية ''العراقيب'' العربية في منطقة النقب بجنوب فلسطينالمحتلة عام .1948 واقتحمت قوات الاحتلال منطقة جبل ''خليفات'' في بيت لحم واعتقلت شابا يبلغ من العمر 30 عاما بعد اقتحام منزله وتفتيشه كما اعتقلت مواطنا آخر يبلغ من العمر 50 عاما في منطقة جبل ''هندازة'' شرق مدينة بيت لحم. وكان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا اول أمس جراء قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة مفتوحة تقع شرق بلدة بيت حانون شمال شرق قطاع غزة.