تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلية الإعلان قريبا عن إقامة 2700 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية بذريعة التوسع الطبيعي لمستوطنات الضفة الغربية. وذكرت مصادر إسرائيلية أن هذا المشروع الاستيطاني الضخم سيتم الشروع في تجسيده بداية من الفاتح سبتمبر القادم بعد انتهاء فترة ''التجميد المؤقت'' التي أعلنت عنها حكومة الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ويقوم رؤوساء المستوطنات منذ عدة أشهر على إنهاء العمل بما يعرف ب''الإجراءات القانونية اللازمة'' بهدف الشروع في إنجاز هذه المشاريع مباشرة بعد انتهاء فترة ''التجميد'' المحددة ليوم 27 سبتمبر القادم. والحقيقة أن قرار التجميد الذي زعمت حكومة الاحتلال أنها التزمت خلاله بعدم البناء لإعطاء فرصة لمفاوضات السلام والجهود الأمريكية لم تطبق على أرض الواقع حيث عرفت هذه الفترة أوسع عمليات استيطان من خلال مشاريع غير مسبوقة في محاولة لوضع الفلسطينيين والإدارة الأمريكيةالجديدة أمام أمر واقع في حال بدأت المفاوضات. والمفارقة انه لا المفاوضات تحققت ولا الاستيطان توقف وكل ما في الأمر أن الحكومة اليمينية في إسرائيل استطاعت التمويه على حقيقة مواقفها وراحت تقوم بما يحلو لها من مشاريع استيطانية التي أصبحت أشبه بمرض سرطاني انتقل من الضفة الغربية إلى القدس الشريف. كما أن الإعلان عن هذا العدد القياسي في عدد البناءات الاستيطانية جاء عشية اللقاء الذي ينتظر أن يجمع مساء اليوم الرئيس الأمريكي والوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض لبحث مسار السلام وكيفية إخراجه من عنق زجاجة العراقيل الإسرائيلية. ويكون اختيار توقيت الإعلان عن هذا المشروع مقصودا تماما كما كان عليه الأمر في فيفري الماضي بمناسبة زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى فلسطينالمحتلة حيث أعلنت حكومة الاحتلال عن مشروع لقامة 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية في ضربة مباشرة للجهود الأمريكية في إطار عملية السلام. وسبق قمة اوباما نتانياهو تصريحات لمسؤولين ووزراء في حكومة الاحتلال أجمعت كلها على استئناف عمليات البناء الاستيطاني غير مكترثة بانعكاساتها على عملية السلام بدعوى أنها حق إسرائيلي لا يمكن لأي احد منعها منه حتى وان تعلق الأمر بالولايات المتحدة نفسها. وترفض السلطة الفلسطينية إجراء اي مفاوضات سلام مباشرة مع إسرائيل في ظل رفض هذه الأخيرة الالتزام بوقف تام للاستيطان. وهي مواقف لطرفي نقيض معادلة صعبة الحل وسيجد الرئيس الأمريكي نفسه إزاءها أمام مأزق حقيقي يصعب عليه إيجاد مخرج له يرضى به طرفا مسار السلام.