تأجل اللقاء الذي كان من المتوقع أن يجمع الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الأربعاء بالوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالعاصمة المصرية لثاني مرة بعد أن كان مقررا ليوم أمس الثلاثاء.وإذا كانت مصادر وزارة الإعلام المصرية لم تحدد أسباب هذا التأجيل المتكرر فإن نظيرتها الإسرائيلية أكدت أن السبب راجع إلى أسباب لوجيستية ''. وحسب المصدر المصري فإن قمة مماثلة بين الرئيس المصري والرئيس الفلسطيني محمود عباس كانت منتظرة ليوم غد الخميس تم تأجيلها هي الأخرى إلى يوم الأحد وبقي سبب ذلك غامضا أيضا. ومهما تكن أسباب هذا التأجيل المتكرر فإن المؤكد أن إسرائيل تريد استغلال كل ما يخدم مصالحها في نفس الوقت الذي تواصل فيه تنفيذ مخططاتها الاستيطانية دون أن يمنعها ذلك من التحدث على ضرورة الدخول في مرحلة المفاوضات المباشرة وبحث قضايا الوضع النهائي. وقررت حكومة الاحتلال أمس هدم بنايات لمواطنين فلسطينيين في نفس الوقت الذي أعطت فيه الضوء الأخضر لإقامة مشروع استيطاني جديد في المدينة المقدسة. وهي المشاريع التي جعلت رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي خوسي مانويل باروسو يعبر عن انشغاله العميق من انعكاسات التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة القدس في اشارة إلى المشاريع الاستيطانية التي قررت حكومة نتانياهو التأشير لإقامتها. وقال باروسو في ندوة صحفية عقدها إلى جانب الوزير الأول الفلسطيني سلام فياض بالعاصمة الأوروبية بروكسل أن هذه المبادرات غير مجدية وأن إقامة مستوطنات جديدة وهدم منازل الفلسطينيين والاستحواذ على ممتلكاتهم غير شرعية وتتعارض مع القوانين الدولية وتشكل عقبة أساسية أمام عملية السلام وتجعل من الصعب إقامة حل الدولتين''. وقررت إسرائيل أمس هدم ثلاث عمارات في طور البناء في حي العيساوية بالقدسالشرقية بدعوى عدم حصول أصحابها على تراخيص للبناء. ولكن مسؤولي هذه البلدية لم يروا مانعا في إعطاء ترخيص لإقامة مشروع استيطاني من 32 وحدة سكنية في القدسالشرقية. وتأتي هذه المشاريع الاستيطانية في وقت أكدت فيه لجنة المتابعة العربية استحالة الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وربطت ذلك بضرورة تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تعثرت في تحقيق أي تقدم يذكر. وتعقد لجنة المتابعة العربية نهاية هذا الشهر اجتماعا لأعضائها لتقييم الوضع والبت في مسألة المفاوضات التي تصر إسرائيل والولايات المتحدة أن تكون هذه المرة مباشرة. وهو ما جعل عدة مصادر تؤكد أن زيارة الوزير الأول الإسرائيلي إلى العاصمة المصرية لخامس مرة منذ توليه رئاسة الحكومة الكيان الإسرائيلي تهدف إلى إقناع القاهرة بممارسة ضغوط متزايدة على الفلسطينيين لدفعهم إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات المباشرة. ويتأكد أن إسرائيل تريد الشيء وتفعل بنقيضه بدليل قرارها بإقامة مشاريع استيطانية جديدة في القدسالشرقية في وقت تزعم فيه أنها مازالت متمسكة بقرار تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر. وهو ادعاء فنده الواقع الاستيطاني الذي ارتفعت وتيرته بشكل خطير وأكد أن إسرائيل استغلت قرارها بتجميده إنما فعلت ذلك للتحايل على الفلسطينيين وكل المجموعة الدولية. وقالت مصادر فلسطينية متابعة لهذه أن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لمشاريع استيطانية بإمكانها استقبال 15 الف مستوطن يهودي جديد في القدسالشرقية وحدها ضمن خطتها بطرد العرب لصالح اليهود وفرض امر واقع سكاني لصالح المستوطنين دون الحديث عن مستوطنات الضفة الغربية.