دعا سكان حي 170 مسكن بحوش شاوش ببلدية العاشور، السلطات المحلية والولائية، إلى التدخل العاجل إزاء المشاكل التي يعاني منها الحي التابع للديوان الوطني للترقية العقارية للدار البيضاء الذي لم يقم بإنهاء التهيئة بما ينص عليه التشريع الجديد لتسليم السكنات، الأمر الذي أسفر عن جملة من النقائص التي يعاني منها السكان، على غرار تدهور وضعية أرضية الحي الذي يفتقد للإنارة العمومية وشبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى حالة اللامن التي يعاني منها السكان بسبب قرب الحي من غابة حديقة التسلية مما سهل على شبكات الإجرام السطو على شقق وسيارات الحي في كل مرة. يواجه سكان حي حوش شاوش 170 مسكن منذ استلامهم مساكنهم سنة ,2008 جملة من النقائص حالت دون استفادتهم من الراحة والطمأنينة المرجوة بعد طول انتظار، حيث تأخر موعد تسليم السكنات التابعة إلى الديوان الوطني للتسيير العقاري للدار البيضاء لأكثر من ثماني سنوات، وبعد دخول المستفيدين إلى مساكنهم الجديدة قوبلوا بعدة نقائص على مستوى السكنات أولا، وانعدام كل مرافق التهيئة الخارجية للحي مما زاد من متاعبهم. وعلى مر السنوات الفارطة حاول المستفيدون التقرب من السلطات المحلية عبر لجنة الحي المؤقتة في انتظار انعقاد الجمعية العامة التأسيسية، من خلال المراسلات وطلب لقاء المسؤولين لعرض انشغالاتهم والبحث عن حلول كفيلة بعد تفاقم مشاكلهم من سنة إلى أخرى، وحسب بيان للجنة الحي تلقت ''المساء ''نسخة منه''، فإن صعوبة العيش بالحي تتأزم من فترة إلى أخرى في ظل انعدام أدنى ظروف العيش الهنيء، منها أرضية الحي التي تبقي الحفر تميزها بسبب عدم إتمام أشغال تعبيد الطرقات منذ تسليم السكنات، بالإضافة إلى غياب الإنارة العمومية مما فتح المجال أمام شبكات الإجرام لاستغلال الوضع، خاصة وان الحي يقع بمحاذاة غابة حديقة الوئام الوطني، مما سهل عملية الولوج إلى الحي والفرار بعد عمليات السطو التي شهدها سواء بالنسبة للشقق وحتى السيارات التي أصبح أصحابها مجبرين اليوم على دفع إتاوات للحراس، غير أن الظلام الدامس الذي يخيم على الحي بعد غروب الشمس لا يسمح لأي كان بالخروج أو الدخول، حتى الحراسة تصعب في مثل هذه الظروف، حسب شهادات السكان. كما أن المستودعات الفارغة والتي لم يتم غلقها تحولت اليوم إلى برك من المياه الراكدة ومكان لرمي النفايات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الحشرات والحيوانات الضالة، كما أن أطفال الحي لا يمكنهم الاستمتاع باللعب وسط الفضاءات المخصصة لهم التي تبقي تشبه ورشة مفتوحة للإشغال. ومن بين المطالب المستعجلة لسكان الحي، حسب تصريح عدد منهم، ربطهم بشبكات الغاز الطبيعي، مع الانطلاق في أشغال تهيئة وتعبيد الطرقات المؤدية للحي، تسييجه من الجهة المقابلة للغابة للحفاظ على الأمن مع ضرورة ربطه بالإنارة العمومية. وبالنظر إلى الوضعية الكارثية للحي الجديد، فضل العديد من المستفيدين عد ولوج مساكنهم، مما جعلها عرضة للنهب والسرقة، وحسب تصريح الساكنين، فإن 60 بالمائة من سكنات الحي لا تزال شاغرة وهو ما جعلها المكان المفضل للشباب المنحرف الذين استغلوا الشقق للترويج للمخدرات وفتح بيوت دعارة بعيد عن أعين المراقبة، وهي الوضعية التي دفعت بالسكان الى الاتصال بالجهات الأمنية بغرض تنظيم دوريات مداهمة للحي لتفكيك هذه العصابات التي اكتشفت خيوطها بعد الحريق الأخير الذي شب بإحدى المساكن الشاغرة. وبغرض تسليط الضوء أكثر على الموضوع، حاولنا الاتصال بالجهات المعنية للديوان الوطني للتسيير العقاري للدار البيضاء، لكن بدون جدوى لأسباب بيروقراطية، في حين أشارت مصادر من الديوان الوطني للتسيير العقاري إلى أن فرع الدارالبيضاء يجد صعوبة كبيرة في الانتهاء من كل مشاريعه ووضع اللمسات الأخيرة التي تخص التهيئة الخارجية، وهو ما أرجعته مصادرنا إلى غياب الرقابة على ورشات أشغال التهيئة الموكلة للمقاولين الصغار.