أكد رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري أن الجزائر التي تحتضن الندوة الدولية حول ''حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي''، تعكس موقفها الثابت والعلني مع حق الشعب الصحراوي في المقاومة لنيل الاستقلال، والأكثر من ذلك فهو التزام وطني وشعبي إزاء القضية الصحراوية وأن تنظيم الندوة يعد مفخرة وعزة للجزائر، لاسيما وأنها مهد الثوار وأحد الرموز العملاقة لقضايا التحرر في العالم. وقال السيد محرز العماري أمس خلال انطلاق الندوة الدولية حول حق الشعوب في المقاومة ''حالة الشعب الصحراوي''، أن موقف الجزائر يبقى مساندا وداعما للقضية الصحراوية لأنها قضية عادلة. مشيرا إلى أنه بفضل المقاومة تمكنت الشعوب المستعمرة أن تنال الحرية، قائلا أن روح المقاومة ستبقى وتستمر وتتدعم وتتوسع أيضا ما دام الفكر الاستعماري للمملكة المغربية متواصلا، موضحا أن انعقاد هذه الندوة الدولية هي شكل من أشكال المقاومة ورسالة قوية للاحتلال المغربي على أنه لا بديل عن تقرير المصير. وقد حضر الجلسة الافتتاحية رئيس الحكومة للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد عبد القادر طالب عمر على رأس وفد صحراوي هام، حيث دعا في كلمته بالمناسبة كل أحرار العالم من جمعيات حقوقية ومختلف مكونات المجتمع المدني ''ليكونوا شهود عدل على معاناة الشعب الصحراوي تحت نير الاحتلال المغربي''، ولينقلوا شهاداتهم للعالم بأسره ليساهم كل ذلك في رفع الحصار الإعلامي عن المنطقة، وشدد على حقيقة أن الشعب الصحراوي سيظل ماضياً في مسيرة النضال رغم القمع والتنكيل والمؤامرات الكيدية، من أجل تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال، قائلا ''قد آن لنظام التوسع أن يستخلص الدروس والعبر الدالة على هذه الحقيقة الناصعة''، وكشف عن بلوغ عدد المختطفين مجهولي المصير إلى أكثر من 500 شخص مدني مفقود، و151 أسير حرب عسكري، في حين لازال البعض في غياهب سجون الاحتلال لمواقفهم الوطنية المؤيدة لحق تقرير المصير والاستقلال، هم الآن 41 معتقلاً سياسياً، كما شدد على تمسكهم ببناء مغرب عربي كبير من اجل بناء ديمقراطي سليم والنهوض بالتنمية البشرية ومكافحة الآفات الاجتماعية. وقد أكد رئيس الوزراء طالب عمر أن انعقاد الندوة الدولية ''حق الشعوب في المقاومة'' مع بداية انطلاق الأنشطة السياسية على المستويات الدولية والوطنية، وبحضور نوعي من شأنه أن يساهم في إبراز الحقائق للرأي العام الدولي، ويعرف بمعاناة الشعب الصحراوي تحت الاحتلال في وقت يزج فيه النظام الملكي في المغرب بكل الأوراق لإخفاء صورته الحقيقية البشعة باعتباره قوة احتلال قمعي غاشم، ممارساً في ذلك شتى أنواع التضليل والمغالطات والتزوير وقلب الحقائق، ومسخراً لذلك كل الإمكانيات والوسائط التي يملكها كما تأسف في هذا الصدد لموقف الحكومة الإسبانية المتجاهل لما يجري في الصحراء الغربية من انتهاكات لحقوق الإنسان وهو الحال بالنسبة للدعم اللامحدود الذي يتلقاه النظام الملكي في المغرب من حاميته فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، مما يشجعه على التمادي في غيه وإدارته الظهر للمشروعية الدولية. ولم يفوت السيد طالب عمر الفرصة ليشكر اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، التي عودتهم على المبادرات الطيبة المناصرة لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، شأنها في ذلك شأن الشعب الجزائري والدولة الجزائرية وعلى رأسها المجاهد الكبير الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. واسترسل في قوله أن الجزائر احتضنت الشعب الصحراوي ودافعت عن قضيته في المحافل الدولية، ولا تزال ثابتة على المبدإ، دون كلل أو ملل رغم طول السنين والتغيرات الدولية. وأضاف أنه لا غرابة في أن يصدر ذلك من بلد المليون ونصف المليون من الشهداء. انطلقت أشغال الندوة الدولية التي تنظمها اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، ويشارك في الندوة أكثر من 70 مقاوما من الصحراء الغربية ومناضلي حقوق الإنسان وممثلي جمعيات مساندة للقضية الصحراوية قدموا من عدة دول لمختلف القارات. ويحضر أشغال الندوة التي ستستمر يومين ممثلو لجان المساندة لكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والهند وموريتانيا وروسيا والمكسيك والشيلي والمجر والنمسا ونيجيريا واليابان والسويد وتيمور الشرقية وكذا جامعيون من لبنان والولايات المتحدةالأمريكية ومناضلون من فلسطين ونيكاراغوا وجنوب إفريقيا. من جانب آخر، أوضح ممثل اللجنة الهندية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن ''الممارسات التي ينتهجها المغرب في حق الشعب الصحراوي هي مماثلة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة''. ودعا ممثل اللجنة الهندية للتضامن مع الشعب الصحراوي الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون إلى التدخل العاجل لوضع حد للممارسات المغربية وإيجاد حل للقضية الصحراوية. وندد بممارسات السلطات المغربية ضد الشعب الصحراوي، مؤكدا أن منظمي الندوة والمشاركين فيها سيتفقون على التحضير لندوات أخرى مماثلة.