دعا المشاركون أمس في أشغال الندوة الدولية حول حق الشعوب في المقاومة حالة الشعب الصحراوي في جلستها الختامية، وعبر بيان، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى اتخاذ موقف جدير بفرنسا حتى يتم توسيع مأمورية المينورسو لتشمل حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية. وندد المشاركون في الندوة الدولية بالانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية من طرف المغرب، ودعوا الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وكل المنظمات غير الحكومية ومناضلي حقوق الإنسان في العالم إلى القيام في أسرع الآجال وبكل الوسائل الممكنة بضمان احترام حقوق الإنسان من طرف المغرب. وطالب المشاركون كذلك الأممالمتحدة بالتطبيق العاجل لقرارات مجلس الأمن بتنظيم استفتاء شفاف وعادل لتقرير المصير وهو الحق الذي تعترف به كل المجموعة الدولية للشعب الصحراوي، وطالب المشاركون أيضا بضمان مساعدات إنسانية كافية ومتعددة للاجئين الصحراويين من شأنها أن تضمن لهم الحد الأدنى من التمتع بالعلاج، والتعليم والتغذية والتكوين والأنشطة الثقافية والرفاه الاجتماعي، كما أدانوا النهب الممنهج للثروات الطبيعية للصحراء الغربية من قبل المغرب، بالتواطؤ المباشر أو غير المباشر من دول أوربية، بالرغم من أنه مخالف للميثاق الأوروبي للشراكة الذي هو مشروط لاحترام حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي. وعاد البيان لأهم المحاور التي شهدتها الندوة الدولية، حيث استمعت لخطاب توضيحي إخباري وتوجيهي للوزير الأول الصحراوي، ندد فيه بالتعنت المغربي الأعمى حول مقترحه المناقض للشرعية الدولية و قرارات مجلس الأمن وبكل الممارسات التي تؤدي إلى عرقلة التفاوض بين طرفي النزاع، وتم استعراض شهادات التنديد والإدانة الدامغة المقدمة من قبل النشطاء الصحراويين مناضلي حقوق الإنسان، القادمين من الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، ومختلف مداخلات المشاركين. وكان المشاركون في الندوة الدولية حول ''حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي'' أول أمس نددوا بمواقف بعض القوى الغربية من مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية مؤكدين على حق الشعب الصحراوي في المقاومة من أجل استرجاع حريته. وفي هذا الصدد ذكر الوزير النمساوي للشؤون الخارجية السابق السيد أروين لانك بموقف إسبانيا القوة الاستعمارية السابقة بالصحراء الغربية التي سلمت هذا الإقليم إلى المغرب معارضة بذلك مبادئ الشرعية الدولية، وأضاف أن المغرب يعارض استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي منذ عشريتين مشيرا أنه ''لا يمكن أن يكون هناك حل لهذا النزاع من دون استفتاء تقرير المصير''. وتطرق الوزير السابق إلى الموقف المبدئي للدولة النمساوية في هذا النزاع مؤكدا على دعمها لقرار الأممالمتحدة الأخير الذي يقضي بتوسيع صلاحيات المينورسو (بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية). وأكد سفير جنوب إفريقيا وممثل بلده لدى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية السيد جوزاف كوتان أن ''الشعب الصحراوي يتعرض إلى نفس الفظاعة التي كان يعانيها شعب جنوب إفريقيا خلال نظام التمييز العنصري، وفي هذا الإطار دعا السيد كوتان إلى زيادة الدعم للقضية الصحراوية معتبرا أنه من واجب شعوب العالم بأكمله تأييد الشعب الصحراوي وعدم تركه يواجه بمفرده القمع الاستعماري''، واستطرد يقول ''علينا الوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي لتعجيل مسار تحريره''. ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين السيد أبو أحمد فؤاد في مداخلة له باسم المقاومة الفلسطينية الجامعه العربية إلى الأخذ بعين الاعتبار القضية الصحراوية، وأردف يقول ''نحن نعتبر أنه ينبغي على الجامعة العربية أن تلعب دورها في تسوية هذا النزاع'' مشيرا أنه ''من الضروري تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي لكي يتمتع بحريته''. وصرح ممثل تحالف اليسار الموحد لأندلوسيا (إسبانيا) السيد بيدرو فاكيرو ديلبوتو أن ''القضية الصحراوية في قلب الإسبان لسبب تاريخي يتعلق بكون حكومتهم قد سلمت هذا الشعب للاستعمار المغربي''، وأكد أنه كانت هناك ''خيانة مزدوجة'' من قبل إسبانيا تجاه الصحراويين ''فمن جهة إسبانيا لم تتحمل مسؤوليتها كقوى استعمارية قديمة ومن جهة أخرى المواقف الحالية للحكومة الإسبانية تدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي''. ووصف المخرج السينمائي الأمريكي جان ألموري الذي أخرج فيلما حول جدار الفصل المغربي في الصحراء الغربية الاعتداء المغربي على الشعب الصحراوي ب ''العمل الشنيع''، وتساءل قائلا ''كيف يمكن تفسير الاعتداء العسكري لمملكة سابقة على أمة فتية''. وتداول عدة ممثلين للجان دعم الشعب الصحراوي قدموا من عدة دول على منبر الندوة الدولية المكرسة لحق المقاومة ومن بينهم ممثلو نيكاراغوا والشيلي ولبنان وتيمور الشرقية وفرنسا وإيطاليا وروسيا.