شكلت الندوة الدولية حول ''حق الشعوب في المقاومة'' والتي تعرضت لحالة الشعب الصحراوي، منبرا دوليا ندد فيه المشاركون بسياسة النظام المغربي وخروقاته الجسيمة لحقوق الإنسان. حيث أجمع المتدخلون في افتتاح الندوة، أمس، على ضرورة دعم مقاومة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ودعم مختلف أشكال المقاومة التي يختارها من أجل تحصيل حقوقه. افتتحت الندوة التي حضرها حوالي 300 مشارك من القارات الخمس، شملت شخصيات سياسية ودبلوماسية مرموقة، بمداخلة قدمها الوزير الأول الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، الذي أكد بأن الندوة من شأنها إبراز معاناة الشعب الصحراوي للرأي العام الدولي والتي يحاول المغرب إخفاءها، مبرزا أن النظام المغربي ''يزج بكل الأوراق الهادفة إلى إخفاء صورته الحقيقية البشعة باعتباره قوة احتلال قمعي غاشم''. وأشار الوزير الأول الصحراوي إلى الشهادات التي يقدمها الناشطون الحقوقيون ال72 الذين قدموا من الأراضي. ولم يقتصر المتحدث على انتقاد الموقف المغربي فقط بل انتقد أيضا الحكومة الإسبانية والفرنسية، بسبب لا مبالاة الأولى بالرغم من مسؤوليتها التاريخية في الإقليم والثانية بسب دعمها للاستعمار المغربي للصحراء الغربية وتوفير الحماية للمغرب. وشدد المسؤول الصحراوي على أن الحل الديمقراطي لقضية الصحراء الغربية ''هو وحده الكفيل بإظهار الحقيقة وحسم النزاع، وضمان بالتالي السلام الدائم والأمن والاستقرار للمنطقة برمتها''، منتقدا في الوقت نفسه المناورات المغربية لتعطيل مسار المفاوضات وتنظيم استفتاء تقرير المصير. لا فرق بين الاحتلال الإسرائيلي والمغربي أكد رئيس اللجنة الهندية للتضامن مع الشعب الصحراوي والمختص في العلاقات الدولي، سمير كومار بانرجي، في مداخلته بأنه ''لا فرق بين المغرب وإسرائيل لأن الشعب الصحراوي يعاني مثله مثل الشعب الفلسطيني، والشعبان يعانيان إلى حد الآن ويلات الاستعمار نفسها''. وعبر عن إدانته للنظام المغربي بسبب، كما قال، ''إساءته للصحراويين وسياسة التمييز العنصري وعدم احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة''. ما يجري في الصحراء الغربية يذكرني بمجازر رواندا قدم رئيس المستخدمين في قوة المينورسو الصحراء الغربية الأسبق، الجنرال النيجيري المتقاعد ايزي أوكيتي، شهادات حية عما عايشه من أحداث في الصحراء الغربيةالمحتلة خلال سنة .2005 وأفاد خلال تدخله بأنه كان شاهد عيان على انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان، حيث تحدث عن وقوع عمليات تعذيب وتدخل عنيف ضد تجمعات الصحراويين، كما شهد تهديم منازلهم. ولم يتوان في مطالبة الأممالمتحدة بمنح صلاحية حماية الصحراويين ومراقبة حقوق الإنسان لقوات المينورسو، واعتبر أن ما يجري في الصحراء الغربية يذكره بما جرى في رواندا حيث لم تستطع القوات الأممية تجنيب الروانديين المجازر التي ذهب ضحيتها حوالي عشرات الآلاف. سلوك المغرب يدفع بالصحراويين إلى حمل السلاح مجددا اعتبر وزير خارجية النمسا السابق، اروين لانك، في مداخلته بأن العنف والتعذيب الممارس ضد الصحراويين في الصحراء الغربيةالمحتلة من شأنه أن يصعد في موقفهم وينتقلوا إلى أشكال أخرى من المقاومة، مطالبا بضرورة إيجاد وسيلة لدعم المفاوضات من أجل تطبيق قرارات الأممالمتحدة التي رفض المغرب مبادئها خاصة. من جهته أكد البروفيسور الأمريكي في القانون الدولي، ستيفن زين، بأنه من حق الشعب الصحراوي استعمال المقاومة المسلحة كطريق لاسترجاع حقوقه. وأضاف في هذا السياق بالقول ''أنا كأمريكي لا يمكن أن أصدر أحكاما على من يلجأ إلى القوة المسلحة من أجل استرجاع حقوقه المغتصبة''، مشيرا إلى أن القوات المغربية هي التي تفرض على الشعب الصحراوي العودة إلى السلاح، وانتقد تعامل الحكومة الأمريكية مع المغرب بسبب التسهيلات التي قدمتها له بربط الكفاح والمقاومة بالإرهاب. ر.ش