احتضن فندق المرسى بسيدي فرج، فعاليات المؤتمر الثالث للصحة المدرسية والجامعية أيام 26،27 و28 فيفري الماضي، بحضور خبراء ومختصين من الجزائر، المغرب وتونس وإطارات من وزارة الصحة، وزارة التعليم العالي والتربية الوطنية، وفيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ·
المؤتمر كان غنيا جدا من خلال الكم الهائل من المحاور المطروحة والمتبوعة بنقاشات بين الدكاترة والأطباء المختصين، حيث تم التطرق الى كيفية الوقاية من السلوكات المحفوفة بالمخاطر ومراقبة استهلاك التدخين بالنسبة للتلاميذ والعاملين بالمدارس الإعدادية، المخدرات في الوسط المدرسي، ملامح المراهق في الوسط المدرسي، طريقة معالجة الأمراض المزمنة، العنف في الوسط المدرسي، الاستماع في الوسط المدرسي· كما قدمت الطبيبة محمودي من المستشفى الجامعي بوهران، كل التفاصيل والشروحات حول أمراض العيون وكيفية تفاديها لإنقاذ الطفل من قصر النظر، وفي دراسة لها حول أمراض العيون للمتمدرسين ما بين 8 و15 سنة سنة 2002، تبين أن 50% مشكل النظارات، 35% قصر النظر، و2% لا يبصرون سوى بعين واحدة، حيث قدمت الطبيبة المختصة في أمراض العيون عدة اقتراحات لتفادي هذا المشكل بالعلاج خلال السنوات الأولى من العمر وفور اكتشاف المشكل، وغالبا ما يكون العلاج ناجحا قبل الثماني سنوات الأولى· أما الدكتورة فاطمة أسراب من المغرب المختصة في الصحة العقلية، فقد قدمت دراسة تطرقت من خلالها الى مشكل إدمان المخدرات وعلى رأسها الحشيش وتناول الكحول من طرف المراهقين بالمغرب، وقدمت جملة من الحلول على رأسها تعليم الأبناء قول كلمة "لا"، وتقديم النصائح للأبناء والإرشادات في سن مبكرة، منها إذا كنت تريد الدراسة والنجاح لا تقترب من السجارة والمخدرات، التحفيز على الدراسة وإبعاد فكرة التسرب المدرسي عن ذهنهم، وهذه مسؤولية يقستمها الآباء والمعلمون· وأصرت على ضرورة توضيح أن حياة المدن تتحول الى جحيم متجذر في كم من الأسئلة تدور حول كيفية الحصول على المخدرات التي تحوله الى عبد لها· وأكد لنا السيد عجاب طيب زبير منظم المؤتمر مدير فرعي للوقاية في الوسط التربوي بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن هذا المؤتمر الثالث يأتي بعد المؤتمرين السابقين اللذين احتضنهما تونس سنتي 1993 و2004 ، وأنه جاء لتبادل الخبرات في مجال الصحة المدرسية والصحة الجامعية من أطباء، جراحي الأسنان، أخصائيين نفسانيين، إلى جانب مشاركة ممثلين عن قطاعات عديدة وهي التربية الوطنية، الجماعات المحلية، التعليم العالي، وكذلك فيدرالية أولياء التلاميذ، وقد جمع هذا المؤتمر المغاربي 150 مشاركا من الجزائر، تونس و المغرب· وقد تم خلال أشغال المؤتمر التي دامت ثلاثة أيام، تقديم محاضرات ومداخلات متبوعة بنقاشات حول الإستراتيجية الوطنية في مجال البرامج الصحية، الصحة المدرسية والجامعية وبرامج صحة الفم والأسنان في الوسط المدرسي، الصحة العقلية والسلوكات المحفوفة بالمخاطر، كالتدخين، المخدرات والخمر، وكذا الوقاية والمراقبة والتكفل بالأمراض المزمنة في الوسط المدرسي، وكيفية تطوير الموارد البشرية للصحة المدرسية والجامعية·