نظم الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ الملتقى الأول حول راهن تجربة جمعيات أولياء التلاميذ في الجزائر الذي احتضنته بالمدرسة العليا للأساتذة، تحت شعار ''جمعيات أولياء التلاميذ في الجزائر الراهن والمستقبل''، بحضور أساتذة ومختصين وأولياء التلاميذ، حيث اجمع الحضور على ضرورة تفعيل دور جمعيات أولياء التلاميذ في المجال التربوي، إلى جانب الحرص على إرساء قواعد التربية كمشروع مجتمع لنجاح المساعي التي ترمي إلى صنع مدرسة قوية لجيل أقوى. اليوم الدراسي للملتقى كان ثريا جدا حيث تم التطرق فيه للنظرة التاريخية للجمعيات ونشأتها وإنجازاتها، وكذا تجربة أولياء التلاميذ وإنجازاتها ثم آفاق وأهداف الاتحاد الوطني الذي يسعى لتحسيس الأولياء بضرورة المشاركة في وضع البرامج، مع ضرورة حضور أولياء التلاميذ في المجالس المصيرية وعلى رأسها مجلس الأساتذة. وحول أهمية ودوافع الملتقى قال السيد احمد خالد رئيس الاتحاد ''عندما نرى الغياب الكامل لأولياء التلاميذ وجمعيات أولياء التلاميذ على مستوى المؤسسات التربوية، نفكر في تكوين وتحسيس وتجنيد هؤلاء للقيام بواجبهم، سواء داخل المؤسسة أو خارجها وعلى هذا الأساس قمنا بتنظيم عدة ملتقيات، منها المتعلقة بإصلاح المنظومة التربوية وملتقى آخر حول البيئة، إلا أن خاصية الملتقى اليوم هو أنه جاء للتحسيس وتنبيه الأولياء بضرورة الالتفات نحو أبنائهم في مسارهم الدراسي''. ويواصل محدثنا قائلا ''هذا الملتقى هو البداية للمشاريع التحسيسية والتنفيذية ولدينا برامج كثيرة خاصة أننا أمام وضع خطير جدا يتمثل في الغياب الكلي للأولياء في المؤسسات التربوية، فالأب يأتي فقط في نهاية السنة للاستفسار عن ابنه إذا كان مطرودا أو إذا كان ناجحا، ولهذا نود تجنيد الأولياء للمتابعة الدراسية ولكل ما يلزم لتمدرس الطفل. وحول الموقف من نقابات التربية التي صرحت بإعادة طرح مطالبها خلال الموسم القادم، و هو ما يعني إمكانية حدوث إضراب خلال الموسم القادم، رد محدثنا قائلا ''لقد اجتمعنا مع النقابات وسعينا بقوة خلال هذا الموسم لدفعهم إلى العدول عن الإضراب حتى لا تكون هناك سنة بيضاء، وبما أنه اتضح أن وزارة التربية لم تغط كل طلبات الأساتذة سمعنا أن هناك حركة ستكون بداية السنة المقبلة إذا لم تستجب الوزارة لكل مطالبها، لهذا نحن وخلال هذه العطلة سنسعى مع الوزارة المعنية لإكمال المطالب الشرعية للنقابات، حتى تطبق الوزارة النقاط التي صادقت عليها مع النقابات، ونحن كأولياء تلاميذ نود الوساطة بين الوزارة والنقابة حتى لا تكون النتائج كارثية على الأطفال، لأنه هذه السنة ورغم أن النجاح في شهادة التعليم المتوسط بلغ نسبة 56 بالمائة، إلا أن الحقيقة هي انخفاض المستوى بفعل الإضرابات، وهذه لا تعكس مستوى التلميذ لأنها نتائج وقتية ولهذا فإن الأثر السلبي للإضراب يظهر في التعليم الثانوي بالنسبة للمتوسط، أي على المستوى القصير، حتى سنتي 2008 و2009 عرفتا الإضرابات، علاوة على مشاكل النقل والإطعام ونقص الأساتذة في مختلف المواد وهذا الأثر السلبي لديه آثاره حتما''. وعن مساهمة الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ في وضع البرامج التربوية للتلاميذ قال محدثنا ''لم نستشر ولم نشارك في القرارات التي اتخذتها الوزارة، نحن نسعى دائما لأن نكون مساهمين ومشاركين في البرامج وكل ما يوضع لصالح أبنائنا، لهذا تحدثنا مع رئيس الديوان بوزارة التربية الوطنية وطلبنا إعلامنا لما تكون هناك تغييرات أو تعديلات في البرامج أو المناهج إذ لابد من أخذ رأي جمعيات أولياء التلاميذ''. وحول دور جمعيات أولياء التلاميذ قال السيد احمد خالد ''نحن نحضر الآن للملتقى الثاني الخاص بإصلاح المنظومة التربوية وهذا الملتقى ستحتضنه الجامعة العليا للأساتذة خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر القادم، بحيث سنقدم وثيقة فيها اقتراحاتنا حول البرامج التربوية بمشاركة وحضور أخصائيين من الجامعة، رجال التربية القدماء وخبراء في التربية من الدول الأوروبية والعربية، حتى نقدم وثيقة بمثابة رأي أو صوت جمعية أولياء التلاميذ للمساهمة في إصلاح المنظومة التربوية، وهنا ألح على ضرورة إشراك جمعيات أولياء التلاميذ في الإصلاح''. وحول شعار التربية كمشروع مجتمع أوضح رئيس الاتحاد قائلا ''إننا نسعى لتحسيس المجتمع بصفة عامة بأن المدرسة ليست قضية وزارة التربية فقط، لكنها قضية الجميع، لابد أن نحسس المجتمع ككل بضرورة الاهتمام بالتربية والتمدرس وبضرورة الاهتمام بالمدارس بكل أطوارها، وأن تأخذ كل فئة من المجتمع نصيبها من المسؤولية وأن لا تبقى المسؤولية على عاتق الوزارة أو أولياء التلاميذ أو المعلم فقط، بل أن يتقاسم الجميع المسؤولية إلى جانب مساهمة وسائل الإعلام أيضا في إصلاح المنظومة التربوية''.