من المنتظر أن يلتقي اليوم ممثلون عن وزارة التربية الوطنية بخبراء خلية الأزمة ومسؤولي وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لضبط برنامج عملية تلقيح 8 ملايين تلميذ ضد أنفلونزا الخنازير، وفي هذا الوقت طالبت نقابات التربية بضرورة التعجيل بعملية تلقيح التلاميذ، مع تجديد دعوتها لتعزيز حملات التوعية والتحسيس أكثر في الوسط المدرسي. كما طالب أولياء التلاميذ بضرورة إجراء التلقيح بالمستشفيات بدلا من وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية الموجودة بالمؤسسات التربوية. وينتظر المتتبعون والمسؤولون على مستوى قطاع التربية وأولياء التلاميذ باهتمام كبير إعلان وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن انطلاق حملة تلقيح تلاميذ المدارس البالغ عددهم 8 ملايين تلميذ والذين يواجهون خطر الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير في غياب الشروط الوقائية اللازمة على مستوى العديد من المؤسسات التربوية مما يزيد من مخاوف تفشي الوباء في الوسط المدرسي بمختلف أطواره. وتأتي هذه المخاوف خاصة بعد أن حذرت المنظمة العالمية للصحة من موجة انتشار جديدة لأنفلونزا الخنازير بمنطقة شمال إفريقيا خلال شهري جانفي وفيفري وهي الفترة التي يتوقع فيها المختصون تضاعف عدد الإصابات بهذا الوباء في صفوف التلاميذ. وحسب الأستاذة مكيري المكلفة بمتابعة تطور الوضعية الوبائية بالوسط المدرسي على مستوى وزارة التربية الوطنية فإن لقاءات تنظيمية ستجمع مسؤولي الوزارتين خلال الأيام القادمة للفصل نهائيا في ملف تلقيح تلاميذ المدارس وآليات إعلام الأولياء واستشارتهم حول تلقيح أبنائهم ضد فيروس "أتش1أن1"، بالإضافة إلى تحديد المراكز والمؤسسات التي ستحتضن عملية تلقيح التلاميذ التي من المقرر أن تنطلق خلال الأيام القادمة. وطالبت نقابات التربية من جهتها بضرورة التعجيل بعملية تلقيح تلاميذ المدارس ضد أنفلونزا الخنازير، مع تجديد دعوتها لتعزيز حملات التوعية والتحسيس أكثر في الوسط المدرسي حيث حذر المنسق الوطني للاتحاد الوطني للتعليم الثانوي والتقني مريان مزيان من الوضعية التي تعرفها بعض المؤسسات التربوية، والتي لا تتوفر على الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم اتخاذها من قبل وزارة التربية للحد من انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في المدارس، نتيجة انعدام حملات التوعية والتحسيس بخطورة انتشار هذا الوباء بين التلاميذ، وعدم توفر العديد منها على أدوات النظافة كالماء والصابون السائل وغيرها من وسائل شروط النظافة، رغم تخصيص وزارتي الصحة والتربية ميزانية خاصة لهذا الغرض. كما دعا الاتحاد الوطني لعمال التربية من جهته إلى ضرورة التعجيل بحملة تلقيح التلاميذ خصوصا المصابين منهم بأمراض مزمنة. بالإضافة إلى تلقيح تلاميذ المدارس الموجودة في المناطق التي عرفت انتشارا واسعا لهذا الوباء الذي تسبب إلى حد أول أمس في 54 حالة وفاة و808 إصابات مؤكدة بالفيروس. تلقيح التلاميذ في المراكز الاستشفائية عوض وحدات الكشف والمتابعة ولم يختلف موقف الفديرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ عن موقف نقابات التربية حيث دعت على لسان رئيسها السيد بشير دلالو في تصريح ل"المساء" إلى ضرورة تلقيح التلاميذ خاصة وأن كل الجهات المختصة من وزارة الصحة وخبراء وخاصة تحليل المخابر الوطنية أكدت صلاحية اللقاح التي استوردته الجزائر وعدم تشكيله أي خطر على الصحة وقال المتحدث إنه يتفهم الأولياء حين يخشون على صحة أبنائهم خاصة أمام كل ما يقال عن الوباء واللقاح في العالم مطمئنا إياهم بقوله أن الدولة لا يمكن أن تتلاعب بصحة أبنائها وبالتالي إذا أراد هؤلاء الأولياء حماية أبنائهم فعليهم بتلقيحهم خاصة وأن الخبراء أكدوا أن المرحلة القادمة ستكون أكثر صعوبة من حيث انتشار الوباء. وطالبت الفيدرالية من جهة أخرى بإجراء حملة التلقيح الموجهة لتلاميذ المدارس بالمراكز الاستشفائية العمومية بدلا من وحدات الكشف والمتابعة للصحة المدرسية كون هذه الأخيرة لا تتوفر على الوسائل والأجهزة اللازمة للمواجهة الفرية لأي طارئ قد يحدث بعد التلقيح من مضاعفات جانبية وغيرها. وفي انتظار أن تنطلق حملة التلقيح طالب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ مسؤولي وزارة التربية بفرض الرقابة الصارمة على مستوى المؤسسات والحرص على توفير الإجراءات والشروط الوقائية التي من المفروض أن تكون قد توفرت منذ أشهر إلا أن ما هو موجود على مستوى المؤسسات التربوية يبقى بعيدا عن المطلوب من الناحية الوقائية حيث تتفاوت الأوضاع من مؤسسة إلى أخرى من حيث الاستفادة خاصة بالماء والصابون السائل وكذا برامج التحسيس والتوعية.