دعا السيد ميلود شرفي رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي بالمجلس الشعبي الوطني إلى ''اعتماد مقاربة متوازنة تعتبر ظاهرة الهجرة تطورا بشريا طبيعيا وتأخذ في الحسبان الجوانب والمسببات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للظاهرة''. وفي مداخلة له بصفته نائب رئيس لجنة تحسين الحياة والتبادلات بين المجتمعات المدنية والثقافية بالجمعية البرلمانية من أجل المتوسط التي اجتمعت في بروكسل نهاية الأسبوع المنصرم. أوضح السيد شرفي أن ظاهرة الهجرة أصبحت من أهم القضايا ''التي تحتل صدارة الاهتمامات الوطنية والدولية في الوقت الحالي لما سببته من خسارة الموارد البشرية لا سيما هجرة العقول والكفاءات (..) ناهيك عما خلفته من توترات سياسة واقتصادية واجتماعية في البلدان المستقبلة للهجرة.. حتى أن البعض بات يعتبرها خطرا محدقا يتهدد تماسك المجتمعات''.ولعل هذا الشعور هو الذي يفسر تنامي السلوكيات العنصرية تجاه المهاجرين وتنامي العدائية مما يتطلب -كما يضيف السيد شرفي- أن تصبح مسألة الحوار والاندماج بين الأجيال في البلدان المقصودة من المهاجرين جوهرية في هذه المجتمعات حتى لا يتطور هذا الشعور العدائي تجاه المجتمعات المغتربة ويصبح رافدا من روافد الصراع بين الديانات والحضارات. وقال في معرض تناوله للظاهرة أن الجزائر، كبلد استقبال وعبور للمهاجرين، ما فتئت تحذر من التناول السطحي للظاهرة والتعامل الظرفي معها، وأوضح أن الجزائر تشدد على ضرورة الاهتمام بالأسباب المباشرة لهذه الظاهرة من خلال تقديم الإعانة من أجل التنمية والاستثمار في الدول النامية والفقيرة من أجل التخفيف من الأسباب التي تفاقم الظاهرة. كم دعت الجزائر ولا تزال إلى تشجيع سياسة العودة والاندماج والعمل على توفير الشروط التي تضع حدا للهجرة غير الشرعية. يذكر أن الوفد الجزائري كانت له مساهمات في مختلف النقاط التي تناولها اجتماع تحسين الحياة والتبادلات بين المجتمعات المدنية والثقافية والتي شملت ثلاثة مواضيع: - الهجرة والاندماج ''الحوار الأجيال الشابة لتنمية ثقافة السلام - الحوار بين الثقافات والأديان - نحو ميثاق متوسطي للقيم - التراث المتوسطي: حماية المواقع الأثرية.