يشكو العديد من الأولياء هذه الأيام ورغم مرور ثلاثة أسابيع عن انطلاق الدخول المدرسي، نقصا فادحا في بعض الكتب المدرسية، مما أدى بهم إلى خوض سباق مع الزمن بحثا عن هذه الكتب قبل أن يجد أبناءهم أنفسهم متأخرين عن الدروس دون أن يكونوا هم السبب في ذلك. فيما تفاجأ هؤلاء بالكتب غير متوفرة بالمؤسسات، لكنها تباع بالساحات العمومية و بأسعار مضاعفة. استغرب العديد من أولياء التلاميذ بالعاصمة عدم وجود الكتب بالكمية اللازمة على مستوى المدارس، لاسيما كتب النشاطات الخاصة بكل من مادة اللغة العربية والفرنسية والرياضيات وهو النقص الذي أحس به أكثر تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي الذين فوجئوا بنفادها على مستوى المؤسسات التربوية في الأيام الأولى من بداية بيع الكتب. ويبدو أنه لم يحظ بكمية الكتب التي كانت متوفرة بالمدارس سوى أبناء المعلمين من التلاميذ وبعض أطفال العائلات المعوزة الذين قررت الدولة تزويدهم بالكتب المدرسية مجانا. وتعاني المنطقة الشرقية للعاصمة أكثر من غيرها من هذا النقص، حيث أكدت مديرة مدرسة ابتدائية ببلدية الحراش أن عدد الكتب التي تحصلت عليها المؤسسة لم تكن كافية لتغطية كل احتياجات التلاميذ مما أثار نوعا من الاستياء والقلق لدى الأولياء وحتى إدارات المؤسسات التربوية التي لجأت إلى البحث عن حلول، كل من جهتها، لجلب ما تحتاجه من الكتب الناقصة على مستواها. ولم يجد مدير إحدى المدارس الابتدائية ببوروبة سوى الاستنجاد بمدارس أخرى بالبلديات المجاورة لعله يتمكن من جلب ولو القليل من بعض الكتب غير المتوفرة على مستوى مؤسسته والتي وعد الأولياء بالبحث عنها وتوفيرها لأبنائهم. وما يثير الاستغراب والاستياء لدى الأولياء والمسؤولين بالعديد من المدارس وعلى الخصوص التابعة لمنطقة شرق العاصمة هو توفر هذه الكتب خارج المؤسسات التربوية، حيث أصبحت تعرض للبيع في بعض الساحات العمومية وبأسعار باهظة. ونذكر على سبيل المثال كتب النشاطات للسنة الرابعة ابتدائي التي حدد سعرها الرسمي ب180 دينارا فيما تباع بهذه الأماكن بسعر 250 دينارا. من جهة أخرى وللتخلص من هذا المشكل وجد العديد من الأولياء الحل في الكتب المستعملة والتي فضلت بعض العائلات بيعها لاقتناء كتب السنة الجديدة لأبنائهم، في حين فضلت عائلات أخرى التبرع بها إما للمدارس أو لأبناء الأقارب والجيران. وتأتي كل هذه النقائص في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية الوطنية وقبل الدخول المدرسي بأشهر كاملة أن كل الإجراءات اتخذت لتوفير الكتاب المدرسي لثمانية ملايين تلميذ الموزعين على مختلف الأطوار وبالكمية الكافية، حيث شرع الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية في طبع الكتب في وقت مبكر تفاديا لظهور أي نقص أو مشكل مع الدخول المدرسي الجديد. للإشارة فإن النقص الكبير في هذه الوسيلة الدراسية الهامة التي لا يمكن للتلميذ ولا حتى المعلم الاستغناء عنها يمس مختلف المناطق بولاية الجزائر بدرجات متفاوتة لتبقى منطقة الشرق الأكثر تضررا، لذا ينتظر مسؤولو المؤسسات التربوية بها تحرك الوزارة الوصية للتخفيف من معاناة الأولياء والتلاميذ على حد سواء.