سجلت العديد من المؤسسات التربوية بالعاصمة نقائص ملحوظة في الكتب المدرسية، لا سيما تلك التي تمت إعادة طباعتها بعد تصحيح بعض الأخطاء، ويتعلق الأمر بكتاب النشاطات الرياضية للسنة الثانية ابتدائي وكتاب النشاطات اللغوية في مادة الفرنسية للسنة الخامسة والسنة الأولى متوسط، وغيرها، وقد اضطر أولياء التلاميذ إلى البحث عنها في كل مكان، رغم أن الوزارة أكدت توفر الكتب منذ الصائفة الماضية. لم يجد العديد من الأولياء تفسيراً للنقص الحاصل في بعض الكتب المدرسية، حيث أكد لنا بعض أولياء التلاميذ بمدارس العاصمة، أنهم وجدوا صعوبة في استكمال اقتناء الكتب لأبنائهم، مؤكدين أن ذلك سبب لأبنائهم تأخرا في مواكبة الدروس مع باقي زملائهم، ويتجلى النقص الحاصل بالخصوص في مدارس شرق العاصمة التي زرنا بعضها ببرج الكيفان، وحدثنا بعض الأولياء من الحراش الذين وجدناهم بإحدى نقاط بيع الكتب المدرسية التابعة للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، أنهم لم يجدوا أثراً لكتابي الرياضيات وتطبيقاتها وكذا كتاب التربية المدنية، مضيفين أن الحصة التي تحصلت عليها المؤسسات التربوية لم تغط كل الطلبات، وأسرّ لنا بعض الأساتذة في الطور الابتدائي أنهم لم يستطيعوا بدء الدروس في بعض المواد بطريقة رسمية نظراً لنقص المقررات المدرسية لدى أغلبية التلاميذ، مما يستدعي انتظار حصولهم عليها. وذكر أحد إطارات التربية بالعاصمة أن سبب المشكل هو أن بعض المدارس استفادت من حصتها وباعتها في ظرف قصير، علماً أن حجماً كبيراً من الكتب المدرسية تم منحه للمعوزين وذوي الاحتياجات الخاصة، لكن بعض المعلمين أكدوا لنا أن مديرية التربية لم تمنح للمدارس الحصة كاملة. أما مدير التربية لوسط الجزائر السيد سليمان مصباح فأكد في تصريح ل''المساء'' أن ديوان هيئته يقوم نهاية كل سنة بتوفير قرابة ال85 بالمائة من حجم الكتب المطلوبة بالمؤسسات التربوية، على أساس أن العديد من التلاميذ المنتقلين إلى الصف الأعلى يحولون الكتب المستعملة إلى إخوتهم وأقاربهم، مما يمكن توقع نقص الطلبات. وأشار محدثنا أنه لم يتم تسجيل أي نقص بإقليمه، مؤكداً أن كل تلاميذ السنتين الأولى ابتدائي والتحضيري استفادوا من الكتب مجاناً، إضافة إلى التلاميذ المعوزين الذين استفادوا من منحة 3000 دج، وعددهم 27 ألف بمؤسسات التربية لوسط الجزائر إلى جانب أبناء عمال التربية الذين استفادوا من كتب مجانية، كما قامت البلديات بتوزيع حصص أخرى على المعوزين، ولذلك فإن النقص الحاصل يمكن أن يكون بسبب استهلاك الحصص المتوفرة، مما جعل المخزون ينفد قبل تلبية كل الطلبات. واستغرب محدثنا وجود هذا النقص رغم أن ولاية الجزائر منحت كل مديرية من مديرياتها الثلاث مبلغ 100 مليون سنتيم لدعم توفير الكتب المدرسية، مفسراً ذلك بكون بعض المدارس لم تقم بسدّ النقص الحاصل عن طريق جلب الكتب من نقاط البيع التابعة لديوان المطبوعات المدرسية في الوقت المناسب. ولحل المشكل نهائياً ذكر السيد مصباح أنه يتعين على الأولياء اقتناء الكتب لأبنائهم نهاية كل سنة، لتفادي الضغط في بداية الموسم الجديد، الذي يكون الأولياء خلاله مهتمين بتسديد عدة فواتير منها الألبسة والأدوات المدرسية، وفي هذا الصدد ينصح مدير التربية لوسط الجزائر الأولياء باغتنام فرصة انتهاء موسم الدراسة لشراء ما يحتاجه الأبناء، كي يزيلوا عن أنفسهم متاعب هم في غنى عنها.