يخطئ من يحاول إخراج الصراع العربي- الإسرائيلي من إطاره الصليبي باعتبار إسرائيل الذراع الغربي المتقدم في قلب العالم العربي. وهاهي الأحداث تكذّب من يحاولون التغاضي عن طبيعة الصراع في الشرق الأوسط والعمل على تسويقه بشتى الذرائع السياسية والاقتصادية والحرية وحقوق الانسان ويضعون جانبا العامل العقائدي في ما يجري. ولا يكاد يختلف اثنان في أن الغرب وفي مقدمته أمريكا شُرطي العالم الوحيد في أيامنا هذه يشن حربا صليبية متواصلة على الشرق الإسلامي. وتشاء الأقدارأن يمتحن الغرب في هذا المجال في كل مكان وطأته أقدام جنوده كالعراق وأفغانستان ودعمه للكيان الصهيوني الذي لا يتردد في تدنيس المقدسات الإسلامية وآخرها أمس حيث أقدم المستوطنون على حرق مسجد يعد الثامن عشر الذي يطاله هذا الآجرام (الحرق). كما امتحن الغرب أكثر من مرة في عقر داره عندما يدافع عن الإساءة إلى أقدس المقدسات عند المسلمين بالمساس بالرسول صلى الله عليه وسلم ويعتبر ذلك من حرية التعبير، ولا يتردد في المقابل أن يدخل لعزل أو معاقبة من تجرأ على نقل نكتة عن اليهود بحجة العداء للسامية وآخر الأحداث في هذا الشأن فصل أشهر المذيعين بإحدى القنوات الأمريكية، وقبلها فصل عميدة صحفيات وصحفيي البيت الأبيض لأنها قالت كلمة حق في رجل دين لبناني شيعي. فمتى يدرك العرب خاصة والشرق الإسلامي عامة أن الحرب الصليبية مستمرة منذ صلاح الدين الأيوبي، وأن الكيان الصهيوني ماض في إقامة الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية كل الأرض بعد تهجير كل عنصر غير يهودي تمهيدا لعودة المسيح كما تعتقد المسيحية الصهيونية النافذة في القرار الأمريكي الداعم لإسرائيل.