تشهد المنطقة الشرقية للعاصمة وضعيات متباينة فيما يتعلق بواقع نقل المسافرين، حيث تتفق في مجملها على تذبذب هذه الخدمة العمومية من طرف الناقلين الخواص عبر بلديات الرويبة، الرغاية وهراوة لاعتبارات عديدة، خاصة وأن ما يزيد من متاعب المسافرين بهذه المنطقة هو كثافتها السكانية التي تفوق 180 ألف نسمة، علاوة على توافد العديد من عمال المنطقة الصناعية من البلديات العاصمية، وهو ما يحدث نوعا من الفوضى في النقل وتذبذب الخدمات في وجود محطات تفتقر لأدنى شروط التهيئة الحضرية رغم توفر عدد معتبر من الحافلات التي تغطي مختلف الاتجاهات. ويعد خط النقل بومرداس - الرغاية - الجزائر ذهابا وإيابا شريان المواصلات لشرق العاصمة، وهو ما يجعله قبلة المسافرين من سكان بلديتي الرغاية والرويبة، بل حتى من البلديات المجاورة لها، خاصة وأن فارق السعر مقارنة بالنقل في السكك الحديدية أقل م بنحو 20 دينارا، وهو ما يزيد الضغط على الحافلات رغم عوامل الراحة والرفاهية التي توفرها القطارات، علاوة على تفادي اختناق حركة المرور، لكن لمن استطاع من الناحية المادية، وهو غير متاح للجميع، غير ان الاشكال يكمن في معاناة المسافرين عبر اقليم بلديات المقاطعة الإدارية للرويبة من تذبذب خدمات النقل في العديد من الخطوط وانعدامها في كثير من الاحيان، هذا من جهة، والوضعية الكارثية التي تتواجد عليها اغلب المحطات الرئيسية بالمنطقة.. إذ تفتقر المحطات الرئيسية على مستوى بلدية الرغاية الى التهيئة المطلوبة في المواقف الحضرية في وغياب الواقيات والتهيئة لحماية المسافرين من الامطار كتلك التي شهدتها المنطقة مؤخرا، بالإضافة الى عدم قدرتها على استيعاب الكم الهائل من المسافرين ووسائل النقل، وهو ما ينطبق على المحطات في اتجاه الرويبة والجزائر ذهابا وإيابا، علاوة على مشكل النقل المطروح بحدة لنقص الحافلات في اغلب فترات اليوم، ما يؤدي الى الزيادة في الاكتظاظ والتدافع، وقد وقفت »المساء« على ذلك ميدانيا حيث تم طرح هذا الانشغال على الناقلين الذين ارجعوا المشكل الى اختناق حركة المرور على طول الخط بما في ذلك الخط المباشر في اتجاه محطة الجزائر 02 ماي. وليس النقص في وسائل النل مثلما يعتقده بعض المسافرين، خاصة في اوقات الذروة، كما يطرح مشكل التهيئة بالمحطات على مستوى الخطوط باتجاه بعض الاحياء كجعفري وعيسات مصطفى بالإضافة الى البلديات المجاورة كعين طاية، اولاد هداج وبودواو البحري التي تفتقر غالبيتها للواقيات خاصة إذا علمنا أن بلدية الرغاية لوحدها يقطنها نحو 100 ألف نسمة، ناهيك عن الوافدين إليها من مختلف المناطق.أما بلدية الرويبة التي تضم ثلاث محطات رئيسية للحافلات بحاجة الى تهيئة حضرية، فتعاني التشبع من وسائل النقل والمسافرين من سكان المنطقة البالغ عددهم 59 ألف نسمة، حيث تشهد محطة الكاستور التي تضمن خطوط الجزائر، عين طاية ودرقانة حالة من الفوضى نتيجة اشتراك المسافرين ووسائل النقل في ارضية المحطة في غياب الارصفة بداخلها، ناهيك عن افتقارها لواقيات حضرية تحمي المسافرين من الامطار، خاصة في ظل تذبذب النقل، وهو ما ينطبق على المحطة الثانية في اتجاه بومرداس، المنطقة الصناعية والرغاية، في حين يطرح الانشغال بدرجة أقل في محطة النقل باتجاه خميس الخشنة وحمادي والسباعات، والتي بالرغم من توفرها على بعض المرافق الحضرية إلا أنها غير صالحة للاستعمال نتيجة قدمها بالإضافة الى غياب التهيئة وكثرة الاوساخ من حولها، وكذا اضطراب النقل نتيجة لنقص تنظيم الناقلين.ومن جهة أخرى، يعد مشكل غياب محطة رئيسية للحافلات ببلدية هراوة احد ابرز الانشغالات لدى سكانها البالغ عددهم اكثر من 27 ألف نسمة أمام اعتمادهم على مواقف فرعية بمحاذاة الطريق الوطني رقم 24 للخط الرابط بين عين طاية والرغاية، حيث تفتقر للتهيئة وأماكن وقوف الحافلات وهو ما ينطبق على الموقف الرئيسي بوسط المدينة حيث يلتقي ناقلو هذا الخط الوحيد في رحلتي الذهاب والإياب في جو من الفوضى امام غياب ادنى تهيئة او ارصفة من حيثة التزفيت ولا حتى الواقيات كون الارضية غير خاضعة لتسيير البلدية أمام مشكل العقار، وهو ما سيعرقل مخطط النقل الجديد الذي سيعتمد مستقبلا.ويبقى الوضع قائما فيما يتعلق بتذبذب خدمات النقل بالمنطقة التي يمتد تأثيرها السلبي الى سكان البلديات الاخرى كالدار البيضاء (الحميز) وباب الزوار، بالإضافة الى غياب التهيئة الحضرية بهذه المحطات، وهو ما يستدعي تدخل السلطات المحلية والولائية بالتنسيق مع مديرية النقل ومؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لإصلاح ما يمكن اصلاحه كالتهيئة الحضرية مع تنظيم فوضى النقل بالمنطقة.