كل من شاهد أول أمس نصر حسين داي في المباراة التي جمعته بوداد مستغانم، يدرك بسرعة أن النقص الذي تعاني منه تشكيلة النصرية يكمن في غياب صانع ألعاب حقيقي، يشكل حاليا النقطة السوداء التي ستعيق استراتيجية المدرب كوردي طيلة الموسم إذا لم يجد حلا لهذه المعضلة. فقد عانى الخط الأمامي للنصرية من غياب التنظيم والتحرك السريع نحو منطقة الخصم، وبدت عناصره غير قادرة على التنسيق في ما بينها رغم التغييرات التي قام بها المدرب كوردي، لما أخرج كل من حفيظ وعقبي وولفار في الشوط الثاني، حيث عجز مستخلفوهم في الميدان بن عيادة وسيوان وعاودية عن إعطاء نفس جديد لفريقهم، ولم يتمكن حتى اللاعب ادرارجة، الذي كان مكلفا بتنسيق اللعب بين زملائه المهاجمين، من القيام بالدور الذي أنيط به، وهو الذي يلعب في منصب محرك الخط الأمامي للموسم الثالث على التوالي مع فريق النصرية، حيث تراجع مردوده ولم يعد ذلك اللاعب الواعد الذي أبهر الأنصار بفنياته عند ظهوره في موسمه الأول تحت ألوان النصرية. والآن تأكد الطاقم الفني والمسيرون والأنصار أيضا، أن نتائج الفريق قد تتأثر في المستقبل إذا استمرت السلبيات الموجودة على مستوى الخط الأمامي، والتي تسببت في ضياع أربع نقاط كاملة بعدما تعادل الفريق مرتين بعقر داره ضد مولودية قسنطينة ووداد مستغانم، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لتشكيلة تلعب من أجل تحقيق الصعود، حيث توجد في حاجة ماسة الى إعادة تنظيم خطها الأمامي على الشكل الذي يمكنها من اللعب بفعالية أكثر في المستقبل. وقد اعترف المدرب كوردي بأن فريقه يوجد في حاجة إلى صانع ألعب نشط يمكن أن يعطي الإضافة الحقيقية للهجوم، مع إدراكه التام أنه لا يملك الطائر النادر في الوقت الحالي وأن الأمر يحتم عليه إعادة النظر في مناصب المهاجمين من أجل إيجاد الميكانيزمات الضرورية التي تمكنهم من حل هذه العقدة التي باتت تؤرق الجميع في النصرية، حيث لا أحد يريد مشاهدة فريقه يضيع النقاط ضد منافسين في متناوله. ويتعرض حاليا المدرب كوردي لضغط كبير من الأنصار الذين يطالبونه بضرورة وضع ثقته في العناصر الشابة التي تم ترقيتها هذا الموسم إلى فئة الأكابر ومنحها فرصة اللعب ضمن التشكيلة الأساسية، لا سيما وأنها برهنت على قدراتها في المباريات الودية التي أجراها الفريق في مرحلة التحضيرات، غير أن الطاقم الفني لا يريد المغامرة بها في بداية المنافسة ويفضل أن يترك لها متسعا من الوقت لكي تتعود معه على الإستراتيجية التي يرسمها في كل مباراة. ورد كوردي على انتقادات الأنصار بعد التعثر أمام وداد مستغانم قائلا لهم، أنه لا يجب الحكم من الآن على العمل الذي يقوم به مع نصر حسين داي، مبديا تفاؤله الكبير بمستقبل تشكيلته في البطولة. المهم بالنسبة لمدرب النصرية، أن الفريق لم يخسر أية مباراة منذ انطلاق البطولة، وهو يسير في السكة الجيدة وأمامه متسع من الوقت لمحو السلبيات الموجودة في التشكيلة. تجدر الإشارة أن رئيس النادي مانع قنفود، لم يسلم هو الآخر من انتقادات الأنصار المتخوفين من أن يخفق فريقهم في محاولته للعودة إلى حظيرة القسم الأول-.