تتنافس 16 دولة عربية وإفريقية على ''التانيت الذهبي'' للدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، التي تقام في العاصمة التونسية (تونس) بين 23 و31 أكتوبر الجاري، ويعرض في إطارها أكثر من 250 فيلما من أوروبا وآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة، من بينها الفيلم الجزائري ''رحلة إلى الجزائر'' للمخرج عبد الكريم بهلول. ويروي فيلم ''رحلة إلى الجزائر''، قصة حقيقية عن وردية (سامية مزيان) التي تجد نفسها وحيدة مع أبنائها الصغار بعد استشهاد زوجها، لتبدأ رحلة من المعاناة في مجتمع خرج لتوه من الاستعمار، فبعد الاستقلال، تحصل على بيت معمر فرنسي تنتقل للعيش فيه، لكنّها لا تنعم به طويلا، حيث يلاحقها أحد أعيان مدينة سعيدة مهدّدا إياها بسلبه، وبعد يأسها من استرجاع حقّها والتخلّص من تهديداته، بعد أن وقفت السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء، تسافر إلى العاصمة للقاء رئيس الجمهورية لتطرح عليه قضيتها، لكنها تجده مسافرا إلى وهران، فتلتقي قائد أركانه ''هواري بومدين'' الذي يستقبلها ويتأثّر بمشكلتها ويقرّر مناصرتها وإعادة حقها المسلوب. كما سيتمّ ضمن نفس الدورة عرض الفيلم الطويل ''الحرب السرية لجبهة تحرير الجزائر في فرنسا'' للجزائري مالك بن إسماعيل، وذلك إلى جانب ''جيران'' للمصرية تهاني راشد، ''تاتا ألف مرة'' للبناني محمد كبور، ''شيوعيين كنا'' لمواطنه ماهر أبي سمرا، ''زمانا'' للمغربي جلال داود و''زهرة'' للفلسطيني محمد البكري الذي حصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم ''عيد ميلاد ليلى''. وأعلنت المنتجة التونسية درة بوشوشة مديرة المهرجان في مؤتمر صحافي، أنّ ''47 فيلما طويلا وقصيرا من النوع الروائي والتسجيلي من ثماني دول عربية وثماني دول إفريقية، ستتنافس طيلة تسعة أيام للفوز بالجوائز الثلاث الرئيسية للمهرجان''. وأضافت بوشوشة أنّ ''الدورة الجديدة تطمح إلى خلق جيل جديد من السينمائيين الشبّان لأخذ المشعل وإعادة الحياة إلى نوادي السينما التي تراجع عددها''. معلنة استحداث ''مسابقة جديدة خاصة بالسينمائيين الشبان'' خلال هذه الدورة، وأكّدت أنّ المهرجان ''يحرص على جمالية الصورة ويقدم رؤية سينمائية فيها ذاتية وتعكس الواقع''. وإلى جانب ثلاثة أفلام تونسية تشارك في المسابقة، هي ''النخيل الجريح'' لعبد اللطيف بن عمار (إنتاج مشترك تونسي-جزائري)، ''آخر ديسمبر'' لمعز كمون و''يوميات احتضار'' لعائدة بن علية، تمّ اختيار ''رسائل من البحر'' للمصري داود عبدالسيد، ''ميكروفون'' لمواطنه أحمد عبد الله، ''الجامع'' للمغربي داود أولاد سيد، ''كل يوم عيد'' للبنانية ديما الحر، و''مرة أخرى'' لجود سعيد، للتنافس تحت أعين لجنة التحكيم التي يرأسها راوو باك من هايتي، وتضم الموسيقي التونسي أنور ابراهم، الممثلة المصرية إلهام شاهين، الممثلة السورية سلاف فواخرجي، الفرنسي ديان براتيي، الأفغاني عتيق رحيم والسنغالي جوزف قايي راماكا. وأعلنت بوشوشة أنّ ''منظمة المرأة العربية التي ترأسها تونس منذ مارس ,2009 ستمنح هذا العام جائزة لأفضل عمل سينمائي يتناول قضية المرأة''. كما تمّ استحداث جائزة تحمل اسم المخرج المالي الراحل ''سوتيقي كوياتي'' الذي تحتفي به الدورة الجديدة تحت عنوان ''سوتيقي كوياتي ابن إفريقيا ومواطن العالم''. ومن بين المكرمين أيضاً المخرج اللبناني غسان سلهب والفلسطينية هيام عباس. كما تكرم التظاهرة سينما بلدان يوغسلافيا السابقة وإفريقيا الجنوبية والمكسيك. ويتضمن المهرجان نشاطات أخرى من بينها ''بانوراما'' و''أفلام من العالم'' و''10 أفلام من أجل قضية'' و''حصص خاصة: سينما وذاكرة''. وتحتوي التظاهرة ذات البعد العربي الإفريقي، أيضاً، على ورشة مشاريع يتنافس فيها هذا العام 11 منتجا ومخرجا من ثمانية بلدان عربية وإفريقية، للفوز بمنح مالية هامة من مؤسسات وصناديق أجنبية لدعم الإنتاج السينمائي، وفي البرنامج أيضاً ندوة فكرية حول ''سينماءات المغرب العربي وجمهورها'' ستقف عند واقع الإنتاج والتوزيع في هذه المنطقة.