ستشهد الطبعة ال 23 من أيام قرطاج السينمائية التي تنظم بتونس من ال 23 إلى غاية ال30 أكتوبر القادم، وقفة تكريمية خاصة بالمخرج الجزائري رشيد بوشارب عن مجمل أعماله السينمائية التي أثرت المشهد السينمائي العالمي وأثارت من حولها الإعجاب والجدل. خير دليل على ذلك الحملة الإعلامية والسياسية الفرنسية التي سبقت عرض فيلم''خارجون عن القانون'' في فرنسا خلال مشاركته في الدورة ال 63 لمهرجان كان السينمائي الدولي شهر ماي الماضي، فضلا عن فيلمه ''الأهالي'' الذي أنتجه سنة 2006 والذي أثار بدوره الجدل والاحتجاج ووصل به المطاف الى إصدار قانون بإعادة النظر في المنح المخصصة للمحاربين القدماء من شمال إفريقيا والمشاركين في الحرب العالمية الأولى والثانية. وستعرف أيام قرطاج السينمائية التي تنظم هذا العام بالتزامن مع احتفال تونس بالسينما، إدراج مسابقة للأفلام القصيرة ترأسها لجنة تحكيم دولية، كما ستقتصر المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة على 15 فيلما عربيا وإفريقيا بدل عشرين كما كان الأمر بالنسبة للدورات السابقة. وستضم قائمة أعضاء لجنة التحكيم الدولية للأفلام الطويلة، حسب المنظمين، العديد من المفاجآت، حيث وقع الاختيار لعضويتها على عازف العود والمؤلف الموسيقي أنور براهم من تونس والمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو والكاتب الأفغاني عتيق راحيميكما ستوزع بقية الأفلام المشاركة في التظاهرة على ''بانوراما'' و''سينما العالم'' وبعض الحصص الخاصة وورشات التكوين، ومن المنتظر أنيتجاوز عدد الأفلام المشاركة عدد الدورة السابقة وهو 55 فيلما بين طويل وقصير من النوع الروائي والتسجيلي يمثلون 18 دولة عربية وإفريقية وأوروبية إلى جانب ذلك ستكرم خلال هذه التظاهرة السينمائية المتوسطية الإفريقية كل من السينما المكسيكية واليوغسلافية إلى جانب الممثلة الفلسطينية المعروفة هيام عباس وهي أيضا كاتبة ومخرجة فلسطينية قامت بالتمثيل في عدة أفلام عربية، مثل ''الجنة الآن'' مع المخرج هاني أبو أسعد، و''باب الشمس'' مع المخرج يسري نصر الله، كما شاركت في العديد من الأفلام الغربية التي منحتها شهرة دولية مثل ''ميونخ'' مع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرج، و آخر أعمالها فيلم ''الزائر''، وهو فيلم أميركي عن العلاقات بين العرب والأمريكيين بعد أزمة الحادي عشر من سبتمبر. للإشارة كانت الدورة ال 22 قد كرمت كلا من المخرج السينغالي عصمان صمبان الذي يعد أول سينمائي إفريقي يحصل على ''التانيت الذهبي'' في أول دورة لأيام قرطاج السينمائية سنة 1966 بفيلم ''سوداء يا فلان'' الذي شن من خلاله الحرب على العنصرية، مؤكدا البعد النضالي لأيام قرطاج السينمائية، إضافة إلى المنتج السينمائي الراحل أحمد بهاء الدين عطية الذي أنتج أفلاما سينمائية تونسية تحصلت على العديد من الجوائز والتتويجات العربية والدولية.