''رحلة إلى الجزائر'' تتوّج ب''التانيت الفضي'' وجائزة الجمهور توّج الفيلم الجزائري ''رحلة إلى الجزائر'' للمخرج عبد الكريم بهلول بجائزتين، الأولى هي جائزة ''التانيت الفضي'' للأفلام الطويلة أمّا الجائزة الثانية فهي جائزة ''الجمهور''، وذلك خلال مهرجان قرطاج السينمائي الدولي في دورته الثالثة والعشرين، التي نظمت من 23 إلى 31 أكتوبر الماضي. ويروي فيلم ''رحلة إلى الجزائر'' قصة حقيقية عن وردية (سامية مزيان) التي تجد نفسها وحيدة مع أبنائها الصغار بعد استشهاد زوجها لتبدأ رحلة من المعاناة في مجتمع خرج لتوه من الاستعمار، فبعد الاستقلال، تحصل على بيت معمر فرنسي، فتنتقل للعيش فيه، لكنّها لا تنعم به طويلا، حيث يلاحقها أحد أعيان مدينه سعيدة مهدّدا إياها بسلبه، وبعد يأسها من استرجاع حقّها والتخلّص من تهديداته، بعد أن وقفت السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء، تسافر إلى العاصمة للقاء رئيس الجمهورية لتطرح عليه قضيتها، لكنها تجده مسافرا إلى وهران، فتلتقي قائد أركانه ''هواري بومدين'' الذي يستقبلها ويتأثّر بمشكلتها ويقرّر مناصرتها وإعادة حقها المسلوب. وفي حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية، أبرز المخرج عبد الكريم بهلول الفكرة الرئيسية من الفيلم التي تتمثّل في صون الحرية عند نيلها وعدم منح الفرصة للغير للمساس بها، بل وجب الدفاع عنها ورعايتها ''يوميا'' إن تطلّب الأمر ذلك، داعيا إلى ضرورة مضاعفة الإنتاج السينمائي الجزائري كي يتسنى للمخرجين الجزائريين معالجة قضايا بلادهم ''بأنفسهم'' عوض أن يعالجها مخرجون أجانب ''بطرقهم الخاصة''. وأعرب عن افتخاره واعتزازه بهذا التتويج ''المضاعف'' واصفا إيّاه بالتتويج ''المهم جدا'' كونه يعدّ بمثابة استمرارية وتواصل للإبداع والابتكار السينمائي الجزائري الذي اشتهر عالميا، مشدّدا على ضرورة استئناف الصناعة السينماتوغرافية الجزائرية ب''قوّة'' من حيث الكيف والنوع ومن حيث العدد والكمّ كون الجزائر تتمتّع بتقاليد سينمائية وتزخر بالمواهب الفنية علاوة على الكفاءات المتعدّدة من الناحية التقنية، كما حثّ على إقامة المزيد من دور العرض السينمائي وترميم وصيانة القاعات القديمة ليس لعرض الأفلام فقط بل بغية تعميق جذور الثقافة السينمائية في الجزائر وزرع حب الفن السابع في نفوس الشباب والأجيال الصاعدة.