اختتمت ندوة التنسيقية الأوروبية ال 36 لدعم الشعب الصحراوي أشغالها بمدينة لومان الفرنسية بالمصادقة على لائحة ختامية جددت دعم حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره. وأشاد المشاركون في هذه الندوة ''بالجهد الدائم'' الذي بذلته اللجنة الجزائرية لدعم ومساندة الشعب الصحراوي في دعمها لمطالبه المشروعة وأعربوا عن ارتياحهم لاستحداث ندوة دولية لأمريكا اللاتينية لمساندة الشعب الصحراوي بأخذ إسهاماتها بعين الاعتبار. كما اتفقوا على الأهداف الواجب تحقيقها لتعزيز وتنويع عمليات التضامن وأساليب العمل لرفع قدرات المناضلين ومنظماتهم على الإسهام في ''تنفيذ الحقوق الثابتة للشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال''. وكلف المشاركون مجموعة العمل التابعة للتنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي بوضع ونشر ''في أقرب الآجال'' رزنامة وبرنامجا مشتركا على الصعيد الدولي. وقد حظيت القضايا السياسية والإعلامية وتلك المتعلقة بحقوق الإنسان بحصة الأسد خلال أشغال الندوة. وقررت الورشة حول حقوق الإنسان معتمدة على شهادات لمناضلين في حقوق الإنسان من الأراضي المحتلة اتخاذ سلسلة من الإجراءات لتطوير مخطط عملها لفرض احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وتم اعتماد ''برنامج استعجالي'' لشهري نوفمبر وديسمبر القادمين باتجاه الأراضي الصحراوية المحتلة وخاصة باتجاه ''مخيمات الاستقلال'' يتضمن زيارة وفد طبي وبرلمانيين أوروبيين ومن مختلف الدول. ويضم هذا البرنامج أيضا زيارات ممثلي مختلف المؤسسات وصحفيين والحركة التضامنية وأعضاء مجموعة العمل والمجتمع المدني. ولدعم هذه الأعمال سيتم مباشرة عمل ''لوبي فعال'' باتجاه الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإسبانيا من خلال رسائل ومظاهرات ولقاءات. وتم دعوة المحامين الى ضمان مرافقة محاكمات مدافعي حقوق الإنسان الصحراويين والمعتقلين السياسيين وأساسا محاكمة المعتقلين السياسيين السبعة بسجن سلا المقررة الجمعة القادم. كما تمت الموافقة على برنامج لوبي باتجاه مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي مع ضرورة وضع آلية مراقبة وحماية حقوق الإنسان خاصة حق تقرير المصير. وباشر المشاركون مع مجموعة من الحقوقيين دراسة ترسانة قانونية توضع تحت تصرف الشعب الصحراوي لاحترام حقوق الإنسان للصحراويين النازحين نحو ''مخيمات الاستقلال''. أما فيما يخص محور الإعلام فقد اتفق المشاركون على أنه ''يتوجب الاستعداد لميليشيات الاتصال'' والقدرة على تصحيح أكاذيب المغرب والقدرة على ترقية إعلام يعكس الواقع الصحراوي. وتمت الموافقة على اقتراحات في هذا الإطار على غرار دعم زيارات مناضلي حقوق الإنسان ومدافعي حقوق الإنسان القادمين من الأراضي المحتلة. وفي هذا السياق؛ جددت اللجنة الجزائرية لدعم ومساندة الشعب الصحراوي عرضها لتسهيل سفر هؤلاء المناضلين نحو أوروبا للمساهمة في نشر الإعلام. وفيما يخص الموارد الطبيعية أكد المشاركون على وجوب المطالبة بإلغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب واتفاق الصيد الذي يجب أن يتم بالتعاون مع لجنة مراقبة موارد الصحراء الغربية. وأشار المشاركون إلى أن المخيمات المتواجدة بضواحي مدينة العيون حيث يعيش حاليا أكثر من 20 ألف صحراوي ينددون بالظروف المعيشية تعد ''دليلا قاطعا على أن الموارد الطبيعية للإقليم لا تعود بالفائدة على الشعب الصحراوي''. تزامنا مع ذلك اعتبر الطالب عمي ديه عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو قائد الناحية العسكرية الأولى نزوح الصحراويين الى مخيم اكديم ايزيك بالقرب من مدينة العيونالمحتلة تكثيفا لمقاومتهم السلمية ضد الاحتلال المغربي. وأوضح القائد العسكري الصحراوي في تصريح صحافي بمناسبة الذكرى ال35 للاحتلال المغربي للصحراء الغربية أن ''مخيم النازحين الصحراويين في اكديم ايزيك يذكر بمخيمات الصحراويين الفارين من جحيم الاجتياح المغربي سنة 1975 في تيفاريتي وامغالا وأم ادريكة الذين اختاروا أن يفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء على العيش تحت الاحتلال''. وأكد أن ''استمرار المغرب في تعنته ومواصلته لسياسته العدوانية اتجاه الشعب الصحراوي يهدد الأمن والسلم في المنطقة''. وقال عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو أن ''جيش التحرير الشعبي الصحراوي مرابط بالتراب الوطني المحرر ومستعد للرد على غطرسة العدو والدفاع عن سيادة الجمهورية الصحراوية ''. في سياق آخر، ستنظم الحملة من أجل الصحراء الغربية معرض صور يوم الخميس المقبل بالعاصمة البريطانية لندن. وستشارك في هذا المعرض تحت عنوان ''ظمأ الكثبان'' شخصيات سياسية وفنية بريطانية على غرار ميخائيل باليين وتيري جونس. ويمثل هذا المعرض حول كفاح الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة ثاني أهم تظاهرة ثقافية تنظمها جبهة البوليزاريو بعد بث منذ شهر فيلم ''البروبليمو'' ''المشكلة'' الذي تم تصويره سريا في الأراضي المحتلة والذي ترك أثرا كثيرا في بريطانيا العظمى.