دعت الندوة الأوروبية ال34 للتنسيق ودعم الشعب الصحراوي التي اختتمت أشغالها مساء أول أمس بمدينة بلنسية الاسبانية المجموعة الدولية إلى ممارسة ضغوط على المغرب لحمله على الانصياع إلى الشرعية الدولية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وطالب المشاركون في لائحة توجت أشغال هذه الندوة كل من الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكيةوفرنسا واسبانيا على وجه التحديد بالضغط على المغرب لحمله على اتخاذ موقف نزيه وصريح إزاء المفاوضات مع جبهة البوليزاريو وفقا لتوصيات الأممالمتحدة. ونددت الندوة بالعوائق التي مافتئ المغرب يضعها أمام مواصلة العملية التفاوضية بإصراره على اتخاذ مخطط الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض في تعارض صارخ مع نص اللائحة الأممية 1754 التي دعت طرفي النزاع الصحراوي إلى الدخول في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة تفضي إلى حق تقرير المصير في الصحراء الغربية. وكان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز وفي كلمته الافتتاحية استنكر بشدة سياسة التعنت الذي تنتهجه الحكومة المغربية في التعامل مع مسار المفاوضات لتسوية النزاع في الصحراء الغربية. وحمل الرباط المسؤولية الكاملة في وصول هذه المفاوضات إلى طريق مسدود بعدما رفضت الإذعان للشرعية الدولية والدخول في مفاوضات جادة من اجل التوصل إلى حل عادل ونهائي للنزاع عمر أكثر من ثلاثة عقود. كما ندد الرئيس الصحراوي بالتواطئ المعلن لكل من فرنسا واسبانيا في حمل الاتحاد الأوروبي على منح المغرب صفة الامتياز وكل ما قد تحمله هذه الصفة من تأثيرات سلبية على مسار تسوية القضية الصحراوية. وهو الأمر الذي دفع بالمشاركين في هذه الندوة إلى مطالبة البرلمانيين الأوروبيين إلى مراجعة صفة "الشريك المفضل" التي خص بها المغرب بالرغم من عدم توفره على الشروط الضرورية للحصول على هذه الصفة وفي مقدمتها احترامه حقوق الإنسان واحتلاله عسكريا لأراضي دولة أخرى. وأمام تضاعف شبكات المخدرات القادمة من المغرب أكدت الندوة الأوروبية ال 34 لدعم الشعب الصحراوي على ضرورة لفت الانتباه لهذه التجارة التي تغذي المنظمات الإرهابية في جميع المنطقة. كما أعرب المشاركون في هذه الندوة عن "امتنانهم" لاقتراح الاورغواي القاضي بتنظيم ندوة لدول أمريكا اللاتينية بالعاصمة مونتيفيديو نهاية العام المقبل من اجل مساندة الشعب الصحراوي وكذا اقتراح الجزائر لاحتضان عاصمتها خلال الثلاثي الأول من عام 2009 ندوة دولية للمدن التوأمة والمتضامنة مع المدن الصحراوية. وفيما يخص الوضع الإنساني للاجئين الصحراويين دعا المشاركون الوكالات الإنسانية لنظام الأممالمتحدة "للابتعاد عن الضغوط السياسية والاضطلاع الكلي بواجباتها كما هو متضمن في الالتزامات التي تتخذها نحو المانحين والبلد المستضيف" . كما قرر المشاركون تنظيم الندوة الأوروبية ال35 للتنسيق ومساندة الشعب الصحراوي في فرنسا سنة 2009. ووجهت ندوة بلنسية في ختام أشغالها مجموعة رسائل إلى كل من الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الأوروبي ورئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيز ثاباثيرو داعين إياهم إلى تعجيل مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير.