نقلت مراجع إعلامية روسية أن العلاقات الجزائرية - الروسية تلقت في السنوات القليلة الماضية دفعة قوية نحو الأمام متهمة فرنسا بمحاولات تأزيم هذه العلاقة، بالضغط على الجزائر كي تبيع لها مقاتلاتها ''رافال'' وتزيد نفوذها في المنطقة المغاربية.وقالت في هذا الصدد، صحيفة ''أبناء موسكو'' في تقرير لها حول الحقبة الجديدة من التعاون الروسي الجزائري... أنه منذ زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين إلى الجزائر سنة 2006 وحتى جولة الرئيس ديمتري ميدفيديف أخيرا، شهدت العلاقات الجزائرية - الروسية دفعة قوية نحو الأمام بالرغم من أن الأمر لم يخل من أزمات أحيانا -تضيف الصحيفة- كان بينها عندما رفضت الجزائر استلام طائرات روسية من طراز ''ميع ''29 لأنها ''لم تلب المواصفات العسكرية الجزائرية'' مثلما بررت الجزائر موقفها في ذلك الحين.وذكرت الصحيفة أن تداعيات هذه الأزمة استمرت، عندما أوقفت روسيا تسليم مقاتلات ''سوخوي ''30 بسبب عدم الدفع حتى أن بعض المحللين، -تقول- اعتبروا بأن الأزمة مصطنعة وأثيرت تحت الضغط الفرنسي على الجزائر، لأن فرنسا كانت تأمل بأن تبيع مقاتلاتها ''رافال'' وتزيد نفوذها في المنطقة.ومع ذلك، - تضيف الصحيفة في مقال بعنوان ''ميدفيديف يبني جسورا قوية مع الجزائر''-، لازال لدى الجزائر أوراق مهمة. فهي تعتبر ثاني دولة بعد نيجيريا في إنتاج الغاز الطبيعي في القارة ولديها احتياطي ضخم يعادل 550,4 ملايير متر مكعب وهي تعتبر شريكا مهما للروس.وحسب ''أنباء موسكو''، فإن الشركات الروسية بدأت بمد أنابيب الغاز من جنوبالجزائر إلى شرشال، بالإضافة إلى ذلك، فإن ''روس نفط'' وهي شركة متخصصة في الحفر والتنقيب البيولوجي تسكتشف حقلا ضخما في صحراء الجزائر الكبرى'' وأن شركة ''لوك أويل'' النفطية العملاقة مهتمة بمشاريع النفط والغاز في المنطقة.وأشار المصدر الإعلامي إلى أن أهمية الجزائر المرتبطة بقطاع النفط والغاز، قد تم التأكيد عليها من خلال تشكيل المجلس الجزائري الروسي في 2008 الذي أثار لدى توقيعه على مذكرة التفاهم بين البلدين، قلقا في أوروبا نتيجة المخاوف من الاحتكار والسيطرة على السعر المتعلق بالتصدير إلى أوروبا من مورديهم الرئيسيين للغاز الطبيعي المفروض.كما أشارت الصحيفة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية التاريخية بين البلدين، بدءا باعتراف روسيا باستقلال الجزائر ودور الخبراء الروس في تطوير الاقتصاد الجزائري وإنجاز مصنع الحجار واستقبال البعثات التعليمية بموسكو.