وجهت جمهورية روسيا الفدرالية اتهاما صريحا إلى فرنسا بإثارة أزمات مصطنعة مع الجزائر، بالضغط عليها من أجل إلغاء صفقات السلاح الموقعة مع شركاتها سنة 2006 بمناسبة زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين للجزائر، في إطار اتفاق مسح الديون المترتبة عليها. وصف تقرير إعلامي روسي نتائج زيارة الرئيس ديميتري مدفيديف الأخيرة للجزائر، بأنها إشارة قوية على انتهاء أزمة دامت أربع سنوات بين البلدين، على خلفية صفقة الطائرات المقاتلة ''ميغ ''29 التي رفضت الجزائر استلامها بسبب مخالفتها للمواصفات العسكرية الجزائرية، واتهمت فرنسا بالضغط على السلطات الجزائر من أجل بيعها مقاتلاتها ''رافال'' بغية زيادة نفوذها في منطقة المغرب العربي. وقالت صحيفة ''أنباء موسكو'' في تقريرها لشهر نوفمبر حول العلاقات الجزائرية الروسية، إن هذه الأخيرة ''مرت بأزمة مصطنعة'' كان من تداعياتها ''إيقاف روسيا تسليم مقاتلات سوخوي 30 للجزائر بسبب عدم الدفع''. مشيرة في السياق ذاته إلى أن دوائر فرنسية هي التي أثارتها بهدف الضغط على الجزائر من أجل بيعها مقاتلات ''رافال'' لتزيد من نفوذها في المنطقة. وأكد نفس المصدر أن موسكو تولي أهمية قصوى للتعاون مع الجزائر في المجال النفطي والغازي، معتبرة بأنها ''أوراق مهمة'' بفضل احتياطها الضخم من الغاز الذي يعادل 550,4 ملايير متر مكعب. ما يجعلها تحتل المرتبة الثانية بعد نيجيريا، وهي بذلك تعتبر شريكا مهما للروس. وفي هذا السياق، عددت الصحيفة المشاريع ذات الأهمية بالنسبة إلى موسكو، موضحة بأن الشركات الروسية بدأت بمد أنابيب من جنوبالجزائر إلى مدينة شرشال. بالإضافة إلى أن شركة ''روس نفط'' وهي شركة متخصصة في الحفر والتنقيب البيولوجي، تستكشف حقل نفط ضخم في الصحراء الجزائرية الكبرى. كما أن شركة ''لوك أويل'' النفطية العملاقة تبدي اهتمامها بمشاريع في الحقول الجزائرية. وتعتبر موسكو أن تعاونها مع الجزائر في المجال الطاقوي أثار قلق الدول الأوروبية، خاصة بعد أن وقّع البلدان مذكرة تفاهم في سنة 2008؛ حيث اتهمت كل من موسكووالجزائر بالتخطيط لممارسة ''الاحتكار والسيطرة على السعر المتعلق بالتصدير إلى أوروبا''. وعن المشاريع التي تم الاتفاق بشأنها بين البلدين، كشفت نفس الصحيفة أن روسيا أكدت للمسؤولين الجزائريين ''حرصها على أن تحصل على مشاريع استكشاف مصادر الفوسفات المحتملة في الجزائر من خلال مصنع لإنتاج النتروجين والفوسفات''.