تعرف بلدية خميس الخشنة التي استعادت في السنوات الأخيرة أمنها بعد سنوات الجمر، تنمية فعلية خاصة في القرى والمداشر التى كانت محرومة من أدنى ضروريات الحياة، بعد التدهور الذي شهدته العديد من هذه القرى والمداشر والأحياء، فضلا عن أزمة السكن التي كانت تعتبر معضلة حقيقية لدى السكان والسلطات في ظل ارتفاع عدد السكان إلى 75 ألف نسمة، وتشهد ازدهارا ملحوظا في شتى القطاعات الحيوية، أهمها الصحة والتربية والتعليم والتهيئة العمرانية وغيرها... وجاء ذلك بفعل تظافر مجهودات كل السلطات المحلية والوصية للرقي بهذه البلدية رغم طابعها الريفي، حيث خصصت مبالغ ضخمة لإنجاز هذه المشاريع التي أنجز عدد منها فيما يبقى الجزء الآخر في طور الإنجاز والدراسة. أزمة المياه في طريقها إلى الحل كشف رئيس بلدية خميس الخشنة السيد رابح جعدي أنه تم تزويد البلدية بالماء الصالح للشرب من سد تاقصبت، حيث بلغت نسبة المشروع 90 بالمائة على أن يستفيد السكان بصفة دائمة من هذه المادة الضرورية نهاية العام الجاري، وفي سياق متصل أشار محدثنا إلى أنه تم تزويد حي أولاد العربي وكذا الجهة الغربية للبلدية وتدعيم مركز المدينة بقنوات جديدة للماء الصالح للشرب. كما خصصت السلطات المحلية بخميس الخشنة غلافا ماليا معتبرا فاق أربعة ملايير سنتيم، وذلك لربط كل من أحياء أولاد علي ودار قاسم ''بالشباشب'' الذي كان سكانها يعانون الأمرين نتيجة انتشار الروائح الكريهة التي تسببت في انتشار عدة أوبئة وإصابة العديد من الأطفال بأمراض الحساسية ناهيك عن اضطرارهم تحمل أعباء إضافية لكراء شاحنات التفريغ كلما اقتضت الضرورة. وقد خصصت البلدية مبلغا آخر بقيمة 900 مليون سنتيم لربط حي أولاد العربي بقنوات الصرف الصحي وهو مشروع في طور الإنجاز، هذا ما أكده السيد جعدي في تصريح ل''المساء''. إعادة تهيئة طرقات مسالك البلدية استفادت العديد من أحياء بلدية خميس الخشنة من عملية تهيئة خصت بها الطرقات، وحسب رئيس بلدية خميس الخشنة فقد تم تعبيد الطريق الرابط بين وسط المدينة وحي البلاطو، طريق متوسطة أولاد العربي، طريق الرابط بين وسط المدينة وأولاد علي الذي تبعد عنها بحوالي 5 كلم، إكمال الشطر الثاني من الطريق الرابط بين الحواسنة وابتدائية الشباشب، على غرار طرق أخرى كحي اللوز، بن ضنون، والبلاطو، هذه المشاريع التي خصص لها هي الأخرى ما يفوق 5 ملايير و300 مليون سنتيم، إلى جانب تخصيص مبلغ أزيد من 4 ملايير سنتيم لإعادة تهيئة خمسة طرق تشمل كلا من الطريق الرابط بين وسط المدينة، حي أولاد على، طريق مقبرة بودريبيلة الرابط بين الطريق الوطني رقم ,48 الطريق الرابط بين أولاد سعيد والشباشب، طريق أولاد علي وطريق الجواليل. وأضاف محدثنا، أن البلدية شرعت نهاية فيفري المنصرم في إنجاز طريق ''قوشاش'' والذي أنجزت منه نسبة 2 بالمائة بغلاف مالي قدره 750 مليون سنتيم، وكذا تخصيص ملياري سنتيم أخرى لإنجاز طريق ''حي الجعادة'' وطريق ''حوش شكير'' بذات البلدية. مشيرا إلى أن البلدية استفادت من مشروعين في طور الإنجاز لإقامة مفترق طرق في كل من مخرج البلدية مرورا بوادي الحميز وصولا إلى الطريق الوطني رقم ,29 والثاني ينطلق من مقر وحدة الحماية المدنية بذات البلدية مرورا بقاعدة الحياة وصولا إلى الطريق الولائي رقم 16 بمحاذاة سوق الجملة للخضر والفواكه، وذلك لفك الخناق المفروض على البلدية. قطاع الصحة يتعزز بهياكل ومرافق صحية تدعم قطاع الصحة ببلدية خميس الخشنة بعدة هياكل ومرافق صحية من شأنها أن تساهم في التقليل من حدة معاناة سكانها عبر الأحياء والمناطق المجاورة للبلدية. وقد استفادت بلدية خميس الخشنة في هذا الإطار من مستشفى جديد بطاقة استيعاب قدرها 60 سريرا، يضم عدة هياكل ومرافق وتخصصات متنوعة، منها طب الأطفال، وطب النساء الطب الداخلي، وكذا الجراحة العامة. وقد عبر العديد من قاطني البلدية في هذا السياق، عن استحسانهم الكبير لإنجاز هذا المشروع، لأن ذلك سيساهم بشكل كبير في القضاء على معاناة السكان الذين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى مختلف البلديات المجاورة بهدف العلاج. وفي سياق متصل أشار جعدي إلى أنه تمت إعادة ترميم قاعة العلاج بحي أولاد سالم و''القرية الفلاحية 17 جوان'' وكذا تخصيص 400 مليون سنتيم لإعادة تهيئة قاعة العلاج بحي أولاد علي. ترميم المدارس وإنشاء مرافق للترفيه قطاع التربية كان له نصيبه هو الآخر من برنامج البلدية بتخصيص أزيد من 4 ملايير و200 مليون سنتيم لإعادة ترميم 27 مدرسة ابتدائية وتزويدها بمطاعم وكذا إنشاء روضة للأطفال، هذا ما أكده رئيس البلدية، مضيفا أنه تم تخصيص مليار و950 مليون سنتيم لإنجاز مكتبة وقاعة للمطالعة بذات البلدية، كما أشار إلى الانتهاء من الأشغال الداخلية والخارجية للمركز الثقافي الواقع بمخرج البلدية. أما فيما يخص المرافق الشبانية والترفيهية، فقد كشف محدثنا عن عملية تسجيل مشروع إنجاز دار الشباب وكذا إنشاء ملاعب جوارية، مسبح شبه أولمبي، وكذا قاعة للسينما موجهة للعرض السينمائي، حيث سيعمل هدا المرفق الثقافي عند فتحه على استقطاب هواة السينما والفيديو وتقديم العروض المسرحية والأفلام ومساعدة الشباب على صقل مواهبهم والاحتكاك بأنشطة السمعي البصري وكذا القضاء على مختلف السلوكات الانحرافية والآفات الاجتماعية التي قد يقع فيها الشباب البطال. وقد أشار رئيس بلدية خميس الخشنة إلى مشاريع أخرى هي قيد الدراسة التي ستستفيد منها البلدية وذلك في إطار المخطط الخماسي 2010-,2014 أهمها تزويد البلدية بمحطة برية نوع ''ب'' التي تتماشى والمعايير التنظيمية المعمول بها قصد السير الحسن لهذا المرفق والقضاء على الفوضى العارمة التي تتخبط فيها محطة الحافلات الحالية، إضافة إلى إنشاء مساحة من الحجم الكبير لتعليم السياقة. وفيما يبقى انتشار البيوت القصديرية من أهم المشاكل التي لا تزال تشكل عبئا ثقيلا على كاهل بلدية خميس الخشنة، وذلك على مستوى ثلاثة أحياء هي حوش الرياشة والراي ودارالخالية، التي بلغ عددها ما يفوق 250 بيتا قصديريا، حيث كشف في هذا الصدد السيد رابح جعدي عن مشروع بناء 600 مسكن اجتماعي لامتصاص ظاهرة مشكل السكن من خلال القضاء على البيوت الهشة والقصديرية تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية. وأشار محدثنا إلى مشاريع أخرى في طور الإنجاز على غرار مشروع بناء 200 مسكن اجتماعي والذي وصلت نسبة الانجاز به 80 بالمائة الكائن بمدخل خميس الخشنة وكذا مشروع إنجاز 924 مسكنا تساهميا والذي بلغت نسبة الأشغال به 60 بالمائة.