تشهد خريطة الاستعجالات الطبية على مستوى قطاع الصحة الجوارية بباب الزوار، تغييرات نوعية منذ بداية شهر نوفمبر الجاري، تتضمن ترسيم عيادة 5 جويلية كمركز رئيسي للاستعجالات الطبية الخاصة بمديرية درقانة، وهذا 24 ساعة على ,24 بالموازاة مع مرافقة العملية بإدراج العمل المخبري والأشعة على مدار الساعة، حيث ينتظر تدعيم هذه الخدمات الجديدة بتأطير بشري كمي ونوعي على المدى القريب، في ظل الحاجة الملحة الى تدعيم الموارد البشرية بصفة دائمة لإنجاح هذه الإستراتيجية مستقبلا. وتندرج هذه الخدمات الجديدة في إطار سياسة تقريب الصحة من المواطن وفق القانون 07-1406 المتعلق بالتقسيم الجواري للصحة العمومية المؤرخ في ماي ,2007 الذي يشمل تخفيف الأعباء عن المستشفيات بتوزيع التخصصات من ضمنها الإستعجالات الطبية على العيادات المتعددة الخدمات الخاضعة لتسيير المؤسسات العمومية للصحة الجوارية والموزعة جغرافيا وفقا للتقسيم الإداري للولايات، الدوائر والبلديات، مع مراعاة الكثافة السكانية في استحداث الهياكل الصحية جواريا. وتضم المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لدرقانة ببرج الكيفان، جميع المراكز الصحية الواقعة بالبلديات السبع للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، أين تمثل خدمة الاستعجالات الطبية علامة مسجلة بها طيلة فترة الدوام اليومي، وهو ما ينطبق على بلدية باب الزوار التي تدعمت بخدمات صحية جديدة مع بداية السنة الجارية على مستوى المركز الصحي للجرف، شملت إعادة تهيئته بتجديد جميع المصالح الصحية المتوفرة من مخبر التحاليل، طب المفاصل، التأهيل الحركي ومصلحة أصدقاء الشباب في مكافحة الإدمان والآفات الاجتماعية التي يتميز بها المركز، مع استحداث مصلحة الاستعجالات الطبية والأشعة لتوفير خدمات صحية قريبة من المرضى بالمنطقة، ولتخفيف الضغط عن العيادة المتعددة الخدمات بحي 05 جويلية، التي تدعمت بمهام أخرى ضمن استراتيجية جديدة. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل ''المساء''، فإن أبرز هذه المهام ترقية خدمة الاستعجالات الطبية بهذه العيادة في الفترة الليلية خارج الدوام العادي والرسمي، حيث سيرافق هذه المناوبات بصفة دائمة العمل المخبري لتحاليل الدم ومركز الأشعة مع بداية شهر نوفمبر الجاري، علاوة على ضمان الاستقبال والتوجيه الأمثل للمرضى على مدار الساعة من خلال التغييرات التي تم استحداثها من حيث الإمكانيات المادية والبشرية في إطار الإستراتيجية الجديدة التي تبنتها الوزارة الوصية للتكفل بانشغالات المرضى. وتضيف نفس المصادر، أن ترسيم خدمة الاستعجالات الطبية طيلة 24 ساعة بالموازاة مع العمل المخبري والأشعة بالعيادة المتعددة الخدمات 05 جويلية، يأتي بعد ان ارتأى المسؤولون تجسيدها كمركز رئيسي للاستعجالات الطبية على مستوى القطاع الصحي التابع لمديرية درقانة بإقليم مقاطعة الدارالبيضاء، بحكم الإقبال الكبير للمرضى بشكل يومي على المصالح الطبية للعيادة، باعتبارها مركز عبور صحي يضم بلديات الدارالبيضاء، برج الكيفان وبلدية باب الزوار التي تضم لوحدها ما يقارب 100 ألف نسمة، وهو الموقع الإستراتيجي الذي خول الاعتماد على العيادة لهذا الغرض. ولإنجاح هذه الإستراتيجية الجديدة بالمنطقة على المدى الطويل، جندت الجهات الوصية جميع المعنيين في القطاع الطبي وشبه الطبي بمختلف المصالح عبر العيادات بمختلف البلديات، بما في ذلك عيادة 5 جويلية، لضمان المناوبة الليلية بالاستعجالات الطبية، العمل المخبري والأشعة، من خلال تسخير واستغلال كل الموارد البشرية المتاحة، بما في ذلك الدائمون، المتعاقدون والمؤقتون، لتلبية الاحتياجات الضرورية للمرضى ليلا ونهارا. ولعل ما يعرقل سيرورة هذه الخدمات الجديدة بشكل منتظم، هو محدودية الكفاءات الطبية وشبه الطبية من حيث الكم، وهو ما لا يرقى إلى تحديات قطاع الصحة الجوارية لدرقانة، الذي يتدعم دوريا بمصالح طبية جديدة مثلما هو حال المخابر الجديدة لتحليل الدم بكل من عيادة برج الكيفان وعيادة ''لا فيجري'' بالحراش التابعة للمديرية، وهو الانشغال الذي يطرحه عدد معتبر من المرضى ممن تحدثت إليهم ''المساء'' في بعض العيادات، خاصة فيما يتعلق بالمناوبات الليلية، والتي قد تؤثر بشكل أو بآخر على سيرورة عمل المناوبين في دوامهم الرسمي، في اعتقادهم، إذا ما تم الأخذ في الحسبان وضعية المصالح الصحية المعنية في المخطط الجديد، وهي مراكز الأشعة والمخابر، التي حسب هؤلاء المرضى، بالكاد تستجيب لاحتياجاتهم اليومية خلال فترة الدوام، نتيجة الضغط المفروض عليها من طرف العديد منهم سواء بتوفرها في بعض العيادات دون الأخرى حسب التقسيم الجواري أو محدودية عدد مؤطريها، وهو ما يستدعي تدخل الوزارة الوصية لتدعيم القطاع الصحي للمنطقة بالموارد البشرية، من خلال استحداث مناصب دائمة في هذه المصالح، والتي تتلاءم مع طبيعة الخدمات الجديدة والإستراتيجية الجديدة في التكفل الأمثل بالحالات الاستعجالية بالمنطقة.