اشتكى سكان دائرة بوينان (البليدة) من تردي الخدمات الصحية وانعدامها في كثير من الأحيان في ظل انعدام مصلحة الاستعجالات وغياب سيارة الإسعاف على مستوى المؤسسة الاستشفائية الجوارية، فضلا عن نقص فادح في الموارد البشرية. وجهت مجموعة من سكان المنطقة رسالة إلى" المساء" يشيرون فيها بالتحديد إلى نقص بعض المصالح الصحية على مستوى هذا المؤسسة الاستشفائية والتي من شأنها توفير تغطية صحية واسعة وضمان تكفل بالمرضى عبر قرى وأرياف مدينة بوينان مثل الحسانية، عمروصة، ملاحة، تبانيت وقرية طريق الخروب، وعلى رأسها انعدام مصلحة الاستعجالات، حيث يضطر معظم المصابين للتنقل وبوسائلهم الخاصة إلى مصالح استعجالية بمراكز استشفائية أخرى مثل بوفاريك، الأربعاء، والبليدة، حيث يقطنون مسافات بعيدة لاسيما في ساعات متأخرة من الليل، وعليه تنقلت "المساء" إلى عين المكان حيث وقفت على جملة من النقائص على رأسها انعدام مصلحة الاستعجالات التي تعد من أولويات احتياجات ومطالب المواطن والمحتاجين للإسعافات الاستعجالية، وسيارة الإسعاف التي تعد وسيلة ضرورية لابد منها، فضلا عن نقص الموارد البشرية والملفت للانتباه وبالرغم من وجود عيادة ولادة تعمل دون انقطاع مدعمة بقابلات كلهن ذوات خبرة وكفاءة، ومجهزة بسبعة أسرة إلا أن المرأة التي تأتي لوضع مولودها غالبا ما توجهها القابلة إلى مستشفى بوفاريك أو عيادة بن بو العيد بالبليدة، وذلك خشية أن تكون حالة ولادتها مستعصية، أو تفاديا لوقوع نزيف حاد قد يودي بحياتها في ظل انعدام سيارة إسعاف، وأمام هذا الوضع وهذه المعاناة وعلى حد تعبير المواطنين ل "المساء" أشاروا إلى مدى أهمية وفعالية سيارة الإسعاف لاسيما بعد حالة الوفاة التي أثارت غضبهم وسخطهم، حيث راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 25 سنة إثر آلام حادة ببطنه، توجه به أهله وقد استعانوا بسيارة الحماية المدنية التي خرجت في مهمة، وبين ذهاب وإياب وفي ظل البحث عن وسيلة نقل يلفظ الشاب أنفاسه أمام باب إحدى العيادات الخاصة. وعلى هامش زيارتنا لهذه المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدائرة بوينان، وللاستفسار في الأمر اتصلنا بمدير المؤسسة السيد عيجة محمد الذي كشف أن إدارته ومنذ تنصيبها في الفاتح جانفي من السنة الجارية تسعى جاهدة وبفضل القائمين على هذا القطاع للنهوض به وفق استراتيجية جديدة من شأنها توفير تغطية صحية واسعة، مؤكدا أن هذه المؤسسة العمومية الجوارية ومقارنة بالوضع الذي كانت عليه سابقا عرفت قفزة نوعية مشيرا إلى وجود عدة مصالح متمثلة في مصلحة الاستعجالات الأولية الخفيفة، حماية الأمومة والطفولة، الطب العام، جراحة الأسنان، فضلا عن مصلحة الأشعة، مضيفا أن الإدارة تسعى لتدارك العجز المسجل، وذلك من أجل تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمرضى. ومن أهم العمليات المسجلة مشروع بناء مصلحة للاستعجالات، فضلا عن اقتناء سيارة إسعاف التي يولي لها السيد عيجة اهتماما كبيرا، وعن التجهيزات فإنه سيتم تجهيز المخبر بتجهيزات تقنية طبية مخبرية واقتناء أريكة جراحة الأسنان. وقد تحدث السيد عيجة أن هذه المؤسسة الاستشفائية استفادت من عملية تزويدها مستقبلا بتجهيزات ومعدات طبية عصرية، وفي إطار الجهود المبذولة لتحسين ظروف استقبال النساء الحوامل، وعلى مستوى مصلحة الولادة والتي تشهد اكتظاظا، نظرا لضيق المساحة فقد رصد غلاف مالي قيمته مليار سنتيم لتوسعة المكان. وفي ظل تقديم خدمات صحية في المستوى يبقى النقص الفادح في الموارد البشرية يشكل عائقا كبيرا، ظل محل تذمر واستياء إدارة المؤسسة الاستشفائية الجوارية والمواطنين معا.