ضأكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي السعيد أمس بالجزائر أن مائة وعشرين اتفاقية جماعية قد تم توقيعها ولم يتبق إلا تلك المتعلقة بقطاعي الصحافة ومؤسسات تسيير المطارات وأن هاتين الأخيرتين قد شرعتا في المفاوضات''. وأوضح السيد سيدي السعيد للصحافة على هامش ملتقى حول تعزيز طاقات المنظمات النقابية في مجالات المفاوضات الجماعية والحماية الاجتماعية والإنتاجية في إطاروضع العقد العالمي للشغل بخصوص الاتفاقية الجماعية للصحافة، أن هذا القطاع تابع للاتحادية الوطنية للصحفيين الجزائريين المنضوية في إطار الاتحاد العام للعمال الجزائريين. كما أوضحت الاتحادية الوطنية للصحفيين الجزائريين أن الاتفاقية الجماعية للصحافة تتضمن خاصة تنظيم الجوانب الأساسية للعلاقات المهنية ومختلف مراحل المشوار المهني وشروط الترقية المهنية ومراجعة سلم الأجور والمنح والعلاوات الإضافية والتأمينات الاجتماعية القاعدية والإضافية. من جانب آخر وفي رده عن سؤال حول اجتماع الثلاثية المقبل (الحكومة والاتحاد العام للعمال الجزائريين وأرباب العمل)، أوضح السيد سيدي السعيد أنه لم يتم بعد تحديد أي تاريخ لذلك. من جهة أخرى أكد نقابيون أفارقة وممثلون عن مكتب العمل الدولي في الملتقى أهمية الحوار الاجتماعي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتجربة الجزائر في هذا المجال. ولدى تطرقه إلى مسار المفاوضات في الجزائر أوضح السيد سيدي سعيد أن المسعى الجماعي بين السلطات العمومية ومنظمات أرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين أعطى ''دفعا'' في مجال التكفل بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية في إطار الاحترام ''الصارم'' لمجالات عمل الجميع. ووصف السيد سيدي السعيد هذا المسعى ب''الحلقة الرئيسية'' في الحوار الاجتماعي إلى جانب التكفل بكافة المسائل ''دون مواجهة''. وأضاف الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين أن ''المشاركة الجماعية من خلال الحوار الاجتماعي تعد مفتاحا لكل المشاكل''، مؤكدا أن مختلف الأطراف (في الجزائر) توصلت في غضون سنة واحدة إلى عدد من الاتفاقات حول الأجور واتفاقيات الفروع. وأكد السيد سيدي السعيد أن ''تجربة الجزائر التي عرضت مؤخرا أمام مجلس إدارة مكتب العمل الدولي تشرّف الشركاء الاجتماعيين في الجزائر''. ولدى تطرقه إلى مسألة الإنصاف والعدالة الاجتماعية في العالم اعتبر بأن ظاهرة العولمة خلقت ''خللا في التوازن'' بين البلدان المتقدمة والبلدان التي تسمى بالبلدان النامية أو الفقيرة. وفي هذا السياق دعا السيد سيدي السعيد نقابات البلدان المتقدمة إلى التضامن أكثر مع نظيراتها في البلدان النامية، مسجلا بأن استئناف النمو في العالم لا يمس البلدان الفقيرة. ومن جهته تطرق ممثل مكتب النشاطات الموجهة للعمال لدى مكتب العمل الدولي السيد مباي إلى ''مثال الجزائر'' في مجال المفاوضات الجماعية والحوار الاجتماعي. وبخصوص نجاح المفاوضات الجماعية والحوار الاجتماعي بالجزائر أشار السيد مباي إلى توقيع العقد الوطني الاقتصادي الاجتماعي في 2006 والذي تم تجديده في 2009 وتحسين أجور أعوان الوظيف العمومي ورفع الأجور والمعاشات ومنح التقاعد وكذا إنشاء الصندوق الوطني لاحتياط التقاعد الذي يتم تمويله من خلال تخصيص 2 بالمئة من الجباية البترولية. وشدد ممثل الكونفدرالية اليابانية للنقابات (رونغو) السيد ماكاجيما على أهمية التحكم في النصوص التنظيمية في كل عملية تفاوض، فيما دعا ممثل ندوة النقابات الإفريقية المنظمات النقابية بالقارة إلى الاتحاد والتضامن بغية تقليص آثار الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة .2009 وينظم هذا الملتقى الذي سيدوم 5 أيام (منذ أمس21 إلى 25 نوفمبر) بالمعهد الوطني للدراسات والبحوث النقابية في إطار علاقات التعاون القائمة بين مكتب النشاطات الموجهة للعمال لدى مكتب العمل الدولي ورونغو والحركة النقابية الإفريقية. وأشار المنظمون إلى أن العقد العالمي من أجل الشغل يقترح أن يكون الحوار الاجتماعي والمفاوضات والأجر الأدنى ''خيارات'' تسمح بتفادي حلقة انكماش الأجور، مبرزين أهمية الأنظمة الحمائية ''المتينة والمسيرة بشكل فعال'' من أجل ضمان استقرار الاقتصادات ومواجهة الانعكاسات الاجتماعية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية العالمية.