احتضن قصر ''الثقافة والفنون'' لمدينة سكيكدة مساء أمس الأول، أمسية أدبية للروائي الجزائري رشيد بوجدرة، الذي قدم أمام الحضور المتميز الذي أم القاعة عرضا لروايته الأخيرة المعنونة ب''شجرة الصبار''، الصادرة في مارس 2010 عن دار ''قرايسي'' بباريس و دار ''البرزخ'' بالجزائر. وأشار بوجدرة إلى أن هذا العمل عبارة عن رواية واقعية مائة بالمائة، وأنها قراءة لتاريخ الثورة ووقفة تأمل لها وتقييم من حيث الإيجابيات والسلبيات من جهة، وتتحدث من جهة أخرى عن الماضي التاريخي لشخصيتي الرواية فيما يخص ماضيهما وذلك على مدار ساعة من الرحلة الجوية التي قادتهما انطلاقا من مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة إلى مطار محمد بوضياف بقسنطينة. وفي هذا الصدد قال بوجدرة حسب مضمون الرواية بأنه و''بعد 50 عاما من انقضاء الثورة، مازال البعض ممن شاركوا فيها يسكنهم الشك فيما يخص ماهيتها، وهذا ما حاولت إبرازه من خلال هذه الرواية'' وأضاف ''أعتبر تلك الرواية وقفة تقدير وعرفان ورد للجميل لأصدقاء الثورة الجزائرية من الأجانب النصارى واليهود، ممن شاركوا فيها ك''ايفتون'' اليهودي الذي أعدم من أجل الجزائر''. وخلال دردشة جمعت ''المساء'' بالروائي رشيد بوجدرة حول ما إذا كان يميل إلى تناول تاريخ الثورة الجزائرية في رواياته، قال بأن كل رواياته تعبر عن مواضيع ذاتية ونفسية وتحليلية، ما عدا 04 روايات تحدثت عن الثورة وروايتين حول العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، و فيما يخص روايته الأخيرة ''شجرة الصبار''، فقال بأنها مرتبطة كل الإرتباط بجيل ما بعد 50 سنة من اندلاع ثورته، الذي بدأ اليوم يطرح عدة أسئلة عنها حيث ''لاحظت كما قال أن بعض أصدقاء الدرب بدؤوا يتظاهرون بنوع من التقزز والخيبة بالفشل، لذا تطرقت لهذا الموضوع من خلال عرض هذه القصة الواقعية التي جرت أطوارها في طائرة''. وعن عودته إلى الكتابة بالفرنسية، أشار الروائي إلى أنه يكتب بالعربية التي يعتبرها لغة الحنين والبحر، كما يجدها غنية أما كتاباته بالفرنسية فقد فرضتها عليه ظروف منها فراره من الرقابة السياسية والجنسية والأخلاقية خاصة وأن روايته ''تيميمون''، كسرت طابوهات الإرهاب، الأمر الذي دفع بالعديد من دور النشر في الجزائر وبيروت للامتناع عن نشرها ''لذا وجدت نفسي أكتب بالفرنسية لكن بعد هذه الرواية سأكتب مجددا بالعربية''. وفيما يتعلق بجائزة نوبل للآداب، والتي لم تمنح لحد الآن لأي جزائري، قال رشيد بوجدرة بأنه لا علاقة لها بالأدب وتمنح لأدباء غير أكفاء، على أساس أنها جائزة سياسية، فقد منحت لنجيب محفوظ الذي لا يرقى أدبه إلى مستوى العالمية لموقفه السياسي وتزكيته لسياسة السادات التطبيعية مع الكيان الصهيوني لا غير، ''لذا لن ينالها عربي بعد ذلك''. ويرى الروائي الجزائري رشيد بوجدرة، بأن الجزائر وخلال 10 سنوات الأخيرة عرفت انطلاقة جديدة في العديد من الفنون كالرواية، الشعر، القصة والفنون التشكيلية ما عدا السينما التي تزال على حالها.