دفعت المواجهة المسلحة بين ''الأختين العدوتين'' في شبه الجزيرة الكورية بسيول إلى تغيير وزيرها للدفاع في نفس الوقت الذي خرجت فيه الصين عن صمتها بوضع خطوط حمراء في وجه الولاياتالمتحدة التي تريد استغلال التطورات الأخيرة لخدمة مصالحها في المنطقة. وقررت السلطات الكورية الجنوبية تعيين كيم كوان جين الرئيس السابق لهيئة أركان جيشها في منصب وزير للدفاع خلفا لكيم تاي يونغ الذي استقال من منصبه جراء الانتقادات اللاذعة التي وجهتها له وسائل إعلام وسياسيين الذين وصفوا الرد الكوري الجنوبي على أحداث جزيرة يونب يونغ بالضعيف. وقال ناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية أن مهمة كيم ستكون ''التصدي بسرعة وحزم للأزمة الجارية'' و''إعادة ثقة السكان في الجيش'' في إشارة الى استعداد سيول لأي مواجهة مسلحة جديدة مع جارتها الشمالية. ويأتي هذا التطور في وقت خرجت فيه الصين عن صمتها عشية المناورات العسكرية الضخمة التي من المنتظر أن تنطلق يوم غد بين وحدات أمريكية كورية جنوبية في عرض مياه البحر الأصفر وحذرت من عواقبها على أمن واستقرار كل المنطقة. وأكد هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية رفض بلاده لأي عمل عسكري غير مرخص داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالصين. وقال أن ''الوضع الراهن في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس وعلى كل الأطراف التحلي بالهدوء من أجل إرساء السلم والاستقرار في المنطقة وليس العكس''. ويشكل الموقف الصيني رسالة واضحة ليس فقط باتجاه كوريا الجنوبية وإنما أيضا باتجاه الولاياتالمتحدة التي قررت تنظيم هذه المناورات ردا على قصف المدفعية الكورية الشمالية لجزيرة كورية جنوبية الأسبوع الماضي. وهي المناورات التي بدأت السلطات الصينية تنظر إليها بعين الريبة والشك بعد صمت التزمته إثر القصف الكوري الشمالي للجزيرة المذكورة وخلف سقوط أربعة قتلى واكتفت فقط بالتعبير ''عن ألمها وأسفها للخسائر البشرية''. كما أجل وزير خارجيتها يونغ جي شي أمس زيارةً له إلى سيول بدعوى مشكل في ''توقيت الزيارة''. ولم تكن الصين الوحيدة التي حذرت من إجراء مثل هذه المناورات حيث اتهمت بيونغ يونغ نظيرتها الشمالية بوضع شبه الجزيرة الكورية على ''شفا الحرب''. وقالت أن المناورات العسكرية التي يجريها ''الإمبرياليون الأمريكيون ودميتهم الكورية الجنوبية العدائية'' موجهة ضدها''. وأضافت أن ''الوضع في شبه الجزيرة الكورية يكاد يقع على شفا الحرب بسبب هذه الخطط المتهورة والعدائية''. وقال متحدث باسم لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا إن ''الاستفزاز العسكري'' الأخير من جانب كوريا الجنوبية ''ثمرة مؤامرة متعمدة''. وحذر من أن جيش وشعب كوريا الشمالية يشعر الآن بغضب شديد و''ستعد بشكل تام ل ''إمطار العدو بوابل من النيران والقنابل في حال انتهاك كرامة وسيادة كوريا الديمقراطية مرة أخرى وبأي شكل''. من جانبها وعدت سيول بالرد بأكثر صرامة في حال وقوع اعتداء مسلح جديد من كوريا الشمالية بفضل ''مراجعة كاملة'' في سياسة ردها العسكري التي اعتبرتها أنها كانت حتى الآن ''متسامحة''. وتعتزم كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة إجراء مناورات عسكرية بحرية مشتركة في المياه القريبة من الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية من 28 نوفمبر الجاري إلى أول ديسمبر المقبل. وتنوي الولاياتالمتحدة إرسال حاملة الطائرات ''جورج واشنطن'' للانضمام إلى القوات البحرية التابعة لكوريا الجنوبية في المناورات التي تستمر 4 ايام وفقا لبيان صدر عن القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية.