دعت الولاياتالمتحدة الصين إلى الضغط على كوريا الشمالية في ظل التوتر الذي سببه في المنطقة قصف متبادل بين الكوريتين يوم الثلاثاء الماضي، في حين حثت الصين أميركا والكوريتين على استئناف الحوار لاحتواء الأزمة. محمد / ك – وكالات وقد اتهمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية وأميركا بوضع الجزيرة على شفير الحرب بسبب إصرارهما على المضي في مناورات عسكرية مقررة بينهما اليوم. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مايكل مولن "إن على الصين استغلال تأثيرها على كوريا الشمالية لدفعها من أجل تغيير سلوكها"، مضيفا أنه "لم يتضح سبب عدم قيام بكين بذلك بالفعل". وتعرض المسؤول العسكري الأميركي للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل بالنقد قائلا إنه "ليس شخصا يمكننا أن نثق به، وهذا هو السبب في أهمية هذا الجانب من القيادة في الصين، لأنه إذا كان هناك بلد له تأثير في بيونغ يانغ فهي الصين". وفي بكين قال وزير الخارجية الصيني يانغ غيه تشي أمس الجمعة عقب لقائه سفير كوريا الشمالية لدى بلاده غي غاي ريونغ إن الصين عاقدة العزم على منع تكرار العنف الذي وقع هذا الأسبوع في شبه الجزيرة الكورية. وقال يانغ الذي تحدث أيضا عبر الهاتف مع نظيريه في واشنطن وسول، "إن الصين قلقة للغاية بشأن التطورات التي حدثت الثلاثاء الماضي عندما قصفت كوريا الشمالية جزيرة تقع تحت سيطرة كوريا الجنوبية. وحث يانغ في لقائه مع ريونغ وكذلك في محادثاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان، على الهدوء واستئناف الحوار سريعا لتخفيف حدة التوترات المتصاعدة. وفي إشارة إلى المناورات العسكرية البحرية والجوية بين كوريا الكورية الجنوبية والولاياتالمتحدة التي ستبدأ غدا الأحد، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها تعارض الأعمال العسكرية في منطقتها الاقتصادية الحصرية، وهي منطقة تمتد إلى نحو 200 ميل بحري من ساحل البلاد. على الجانب الأميركي أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن تلك المناورات "ليست موجهة" ضد الصين، وأنه تم إبلاغ بكين بها. وقال المتحدث باسم الوزارة إنه "على غرار المناورات السابقة في البحر الأصفر غرب شبه الجزيرة الكورية، تتخذ هذه العمليات طابعا دفاعيا وتهدف إلى تعزيز الردع ضد كوريا الشمالية". أما بيونغ يانغ فأعلنت أن "تلك المناورات العسكرية التي يجريها الإمبرياليون الأميركيون ودميتهم الكورية الجنوبية العدائية" موجهة ضد كوريا الشمالية، وقالت إن "الوضع في شبه الجزيرة الكورية يكاد يقع على شفير الحرب بسبب هذه الخطط المتهورة والعدائية". وأقرت كوريا الشمالية أمس بأنها شنت هجمات بالمدفعية على كتيبة بحرية كورية جنوبية الثلاثاء الماضي، لكنها قالت إنها جاءت ردا على قصف تعرضت له. كما أجرت القوات الكورية الشمالية أمس تدريبات مدفعية في البحر الأصفر. وسمعت عدة انفجارات مصدرها كوريا الشمالية قبالة جزيرة يونبيونغ التي قصفها الجيش الكوري الشمالي الثلاثاء، وأفاد شهود عيان أن السكان القلائل المتبقين في الجزيرة هرعوا إلى الملاجئ. من جانبها وعدت كوريا الجنوبية بالرد بصرامة أكثر في حال وقوع اعتداء مسلح جديد من كوريا الشمالية بفضل "مراجعة كاملة" في سياسة ردها العسكري التي كانت حتى الآن "متسامحة". وأعلن ناطق رئاسي كوري جنوبي أن كيم كوان جين (61 عاما) عين وزيرا للدفاع خلفا لكيم تاي يونغ الذي استقال الخميس "ليتحمل مسؤولية سلسلة من الحوادث الأخيرة". وتظاهر عدد من المحاربين القدامى في سول وطالبوا الحكومة برد حازم على القصف الكوري الشمالي لجزيرة يونبيونغ. وأحرق المحتجون صورا لزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ إيل ونجله وخليفته كيم يونغ أون، ورددوا شعارات مناوئة للشمال.