يعاني قطاع التربية الوطنية في مناطق الجنوب ركودا ملفتا بالرغم من مجهودات الوصاية المنصبة في إطار تحسين تحصيل التلاميذ من خلال مضاعفة عدد المنشآت التربوية ومنح حوافز للأساتذة وتوفير كل الإمكانيات للعمل في ظروف مريحة، إلا أن نتائج الامتحانات السنوية لا تعكس هذه الجهود كما أن نسبة التمدرس لاتزال بعيدة نوعا ما عن المعدل الوطني المقدر بحوالي 95 بالمائة وهو مؤشر على استمرار ظاهرة التسرب المدرسي. هي مظاهر وقف عندها وزير التربية الوطنية خلال زيارته التفقدية إلى ولاية أدرار أول أمس والتي على ضوئها قرر تسطير برنامج خاص لفائدة تلاميذ الجنوب، يتعلق بتوفير المؤسسات التربوية ومرافق الإيواء والإطعام وكذلك توفير أجهزة التكييف التي ألزم دائرته الوزارية بتوفيرها في كل أقسام المدارس قبل حلول فصل الصيف، حيث ترفق بمحولات كهربائية لضمان كهرباء كافية وتفادي الانقطاعات المتكررة وهو إجراء من شأنه التخفيف من حدة المناخ الصعب للمنطقة. ولعل توفير جملة من الإمكانيات الخاصة من شأنها التقليص من حجم المشاكل التي يعاني منها التلاميذ، علما أن ظاهرة التسرب المدرسي بمنطقة الجنوب تعرف ارتفاعا كبيرا بسبب وجود عراقيل كثيرة كنقص النقل المدرسي والداخليات والمطاعم المدرسية وبعد المدارس عن التجمعات السكنية ونقص أساتذة اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية والرياضيات والفلسفة، فضلا عن العوز والفقر لمعظم العائلات بهذه المناطق. وبالنسبة لمشكل نقص الأساتذة المتخصصين، فقد قررت الوزارة التعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بفتح التخصصات المطلوبة في كل الجامعات والمراكز الجامعية عبر الوطن ولا سيما في تخصصات اللغات الحية والرياضيات عبر تكوين أساتذة ينتمون للولاية المعنية بالنقص، وفي هذا الإطار، جدد وزير التربية التذكير بقرار رئيس الجمهورية القاضي بتخصيص 4000 سكن وظيفي لفائدة أساتذة قطاع التربية الراغبين في العمل بولايات الجنوب، كما لمح لتحفيزات أخرى سيعلن عنها قريبا مرتبطة بالأساتذة ترمي إلى الالتحاق بسلك التعليم بالمناطق النائية. وبخصوص المنشآت القاعدية التي تعرف تأخرا كبيرا في إنجازها، كشف الوزير عن برنامج هام لإنجاز الداخليات للحد من ظاهرة التسرب المدرسي، بالإضافة إلى إلزام كل مشروع ببناء ثانوية جديدة مرفوقة بقاعة متعددة الرياضات، كما سيتم دعم ولاية أدرار بخمس قاعات جديدة للرياضة ستنتمي إلى الثانويات القديمة، كما تم تخصيص مبلغ 74 مليار سنتيم لتهيئة المساحات و93 مليارا لتأثيث الثانويات والمدارس الابتدائية على مستوى الولاية. كما أن التسرب المدرسي سببه أيضا الطرد المبكر للتلاميذ بسبب تكرار إعادة السنة، وكانت وزارة التربية الوطنية قد وجهت تعليمة إلى كل مدراء التربية عبر الوطن تمنع فيها طرد التلاميذ قبل بلوغهم سن 16 سنة وذلك مهما بلغ مستواهم الدراسي، كما وجهت نداء للأولياء الذين يحرمون الفتيات من مزاولة الدراسة بالرغم من أن القانون الجزائري يدعو إلى إجبارية التعليم لكل طفل بلغ السادسة من العمر. وكشف الوزير أن إنشاء مدراس متنقلة لفائدة البدو الرحل، فكرة واردة بقوة لكنها تستلزم استيفاء العدد الكافي لفتحها، حيث تعمل وزارة التربية بمعية وزارة التضامن على توفير حافلات النقل المدرسي، بالإضافة إلى بناء مدارس في قلب التجمعات السكانية، بهدف الحد من ظاهرة التسرب المدرسي. مبعوثة ''المساء'' إلى أدرار: دليلة مالك