القضية الفلسطينية قضية كل العرب بامتياز ولاحل لها إلا في اطار استراتيجية عربية واضحة المعالم لامفاوضات في أساسياتها ولاتنازلات فيها يمكن أن تفتح الباب للمزيد من التنازلات حتى تفرغها من محتواها كما تم مع المبادرات السابقة· والمطلوب اليوم من الأمة العربية هو اتخاذ موقف واضح من إسرائيل دون الالتفات إلى مافات لأن هذا الكيان الغاصب أعطى كل المبررات لمراجعة المسارات التي سميت مجازاً بمسارات سلام وأكدها بعدوانه الغاشم على قطاع غزة التي استباح فيها كل شيء فعاث فيها دمارا وقتلا وانتهاكا لحقوق الانسان· إن العرب لن يخسروا شيئا في تعليق المفاوضات مع إسرائيل لأنهم ببساطة لم يربحوا شيئا من الاستمرار فيها، بل على العكس من ذلك قدموا التنازلات بعد التنازلات إلى درجة أصبحت فيها الدولة الفلسطينية الموعودة شيئا لايذكر على الميدان أمام تهويد القدس عاصمتها الأبدية وتوسيع المستوطنات والزيادة في أعدادها وتقدم الجدار العنصري الفاصل ليقطع أوصال المدن والاحياء الفلسطينية ويلتهم المزيد من المساحات التي مازالت الى اليوم بيد بعض الفلسطينيين· المفاوضات حتى اشعار آخر أفقدت الحقوق العربية أكثر مما حافظت عليها وليت الأمر توقف عند هذا الحد، حيث أصبح الصراع العربي الاسرائيلي مصدر قيم فهو معيار الاعتدال والتطرف، معيار الشر والخير·· وماإليها من أحكام القيمة التي تصنع في مراكز الدراسات الاستراتيجية الداعمة للكيان الصهيوني والعاملة على تمكينه من الأرض العربية وتطويع شعوبها بقوة الردع بدعم ومباركة غربيين عامة وأمريكيين بصفة خاصة·