ماتزال جرائم سرقة السيارات بالجزائر في تنامٍ مستمر استنادا إلى إحصاءات حديثة تفيد أن شبكات سرقة السيارات تمكنت خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي من سرقة 2695 مركبة استرجعت 468 منها فقط، فرغم إحكام مصالح الأمن قبضتها على العديد من المناطق إلى أن الظاهرة لم تعرف انحسارا كبيرا. أشار تقرير أمني حديث أعدته قيادة الدرك الوطني حول سرقة السيارات في الجزائر، إلى إحصاء 2695 سيارة تمت سرقتها خلال السنة الماضية في ولايات متفرقة من الوطن، ومكنت التحقيقات من استرجاع 468 سيارة منها بعد تفكيك شبكات مختصة، وأشارت مصالح الدرك الوطني إلى توقيف 867 متورط. وتعتبر سيارات رونو وبيجو وشاحنات سوناكوم الأكثر استهدافا من طرف شبكات سرقة السيارات، بينما تتصدر ولايات الوسط ترتيب الولايات التي تشهد أعلى معدلات السرقة تتقدمها العاصمة وبومرداس. وتتصدر ''رونو'' أنواع السيارات المسروقة في الجزائر التي بلغت خلال سنة 2008 أكثر من 2695 مركبة من مختلف الأنواع، وتمت أغلب السرقات بولاية عين الدفلى، حيث تنشط عصابات متخصصة في تهريب وسرقة السيارات وقطع الغيار، وسجل تراجع في هذا النشاط الإجرامي بعد الحملة التي شنتها أجهزة الأمن. عصابات تستهدف سيارات دون أخرى تأتي ''رونو'' في الترتيب الأول من حيث عدد السيارات المسروقة ب792 سيارة مقابل 357 سيارة من نوع ''بيجو'' و352 سيارة من نوع ''تويوتا'' بينما تم تسجيل سرقة 328 سيارة من نوع ''هونداي'' في هذه الفترة إضافة الى 159 سيارة من نوع ''شوفرولي'' و55 سيارة من نوع مرسيدس. اللافت في الاحصاءات، أن السرقة طالت 74 نوعا من المركبات منها سيارات وشاحنات إضافة الى دراجات نارية، كما مست السيارات العادية من الحجم الصغير مثل ''ماروتي'' ب18 سيارة خلال سنة 2008 والسيارات الفاخرة منها 26 سيارة رباعية الدفع، 3 سيارات من نوع ''باجرو'' وسيارتين من نوع ''لاند روفر'' إضافة الى سيارات مختلفة أخرى. وسجلت أغلب السرقات بالعاصمة خلال الأشهر الثمانية من العام الجاري بتسجيل 36 عملية سرقة بتراجع نسبي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث عالجت مصالح الدرك 82 قضية وتأتي ورڤلة جنوب البلاد في الترتيب الثاني من حيث سرقة المركبات حسب التقرير الأمني ب49 قضية أغلبها سيارات الشركات البترولية المستهدفة من طرف شبكات المهربين النشطة على الحدود. وتأتي بومرداس في الترتيب الثالث ب26 قضية سرقة والنشاط الإجرامي و11 حالة سرقة بولاية تيزي وزو و16 قضية بولاية البويرة. وبالعاصمة، عالجت مصالح الدرك الوطني 12 قضية تزوير المركبات خلال سنة 2008 و11 قضية في نفس الفترة بولاية بومرداس، قبل تراجعها نسبيا بعد ضبط السيارات المسروقة في نقاط المراقبة في وقت قياسي، وهو ما يفسر انخفاض عدد قضايا تزوير السيارات بالعاصمة ب63 بالمائة مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي، وسجل تراجع في نشاط تزوير المركبات على المستوى الوطني بنسبة 58 بالمائة، حيث عالجت مصالح الدرك خلال الأشهر الثمانية من السنة الجارية 471 قضية مقابل 1122 قضية خلال نفس الفترة من العام الماضي، في حين انخفضت قضايا السرقة ب22 بالمائة. التزوير ساهم في زيادة جرائم السرقة تعرف ظاهرة تزوير السيارات ارتفاعا بولايات الشلف، تبسة، الجلفة، قسنطينة، برج بوعريريج وسجلت بدرجة أقل بولايات الوادي، المسيلة، الطارف. وتفيد الإحصاءات المتوفرة من التقرير أن مصالح الدرك عالجت خلال سنة 2006 حوالي 4104 قضية سرقة، وتم استرجاع 343 سيارة مسروقة فقط لتتراجع سنة 2007 إلى 3566 سيارة مسروقة واسترجعت منها 620 سيارة، وتبقى ''رونو'' الأكثر استهدافا خلال السنوات الثلاث، فيما يبقى مصير حوالي 8934 سيارة مجهولا، وترجح التحقيقات الأمنية تفكيكها في ورشات سرية لتباع بعدها كقطع غيار، وبلغ عدد قضايا سرقة السيارات التي عالجتها مصالح الدرك منذ سنة 2000 أكثر من 4 آلاف قضية تورط فيها أكثر من 1600 شخص وكانت 2006 هي السنة التي بلغت فيها معدلات سرقة السيارات مستواها القياسي ب 8000 قضية. سرقات منظمة في وضح النهار يبدي الكثير من المواطنين أسفهم من التصاعد الخطير لمنحى سرقة السيارات في الجزائر خاصة في الوسط الحضري، حيث لا يستطيع أحد أن يغفل عن سيارته أو يترك المحرك مشتغلا لبرهة من الزمن فقد يكلفه ذلك خسارة سيارته إلى الأبد. يقول السيد أحمد صاحب مطعم بالجزائر العاصمة إنه تمت سرقة سيارته في الأسبوع الماضي من أمام مسكنه ببلدية العاشور بدالي إبراهيم، ويروي السيد احمد تفاصيل سرقة سيارته حيث أكد من خلال الحديث إلينا أنه قام بإدخالها إلى إحدى محطات غسل السيارات بالعاصمة خلال اليوم بأكمله واستلمها في المساء لكنه لاحظ عند عودته إلى البيت أن سيارة كانت تقوم بتتبعه لم يعر لها اهتماما لكنه عندما استيقظ صباحا لم يجد سيارته وتأكد حينها أن السيارة التي كانت تتبعه كان هدفها سرقة سيارته. حكاية السيد أحمد تتوافق مع الكثير من حوادث السرقة لتي باتت تعرفها العديد من مناطق الوطن دون استثناء وقليلة هي السيارات التي يستعيدها أصحابها وما ذهب بهذه الطريقة لا يعود بسهولة