مصير غامض يكتنف اختفاء مئات السيارات أفادت إحصائيات مصالح الدرك الوطني أنه تم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية تسجيل سرقة 50 مركبة منها 23 سيارة على مستوى العاصمة و12 سيارة بولاية بومرداس فقط، وتتمثل أغلب السيارات المسروقة بمنطقة الوسط في مركبات من نوع "هيليكس" و"رونو كليو" و"إكسبراس". - سرقة 50 سيارة بالعاصمة وبومرداس في 3 أشهر الأخيرة وإذا كانت المصالح التي أوردت الخبر، أشارت إلى أن وجهة السيارات المسروقة تكون ورشات لتفكيكها وبيع قطع الغيار أو تزويرها، إلا أن المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي" لا تستبعد أن تكون هذه السيارات المسروقة موجهة لورشات إعداد العمليات الانتحارية التابعة لما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت إمرة عبد المالك درودكال، المدعو أبو مصعب عبد الودود، خاصة وأن نفس الأنواع من السيارات المسروقة تم استخدامها في اعتداءات انتحارية بولايات تيزي وزو، بومرداس والعاصمة خاصة وأن التحقيقات الأمنية كشفت التنسيق بين شبكات تهريب وسرقة السيارات والتنظيمات الإرهابية آخرها تفكيك أكبر شبكة تنشط على محور تيزي وزو، بومرداس، العاصمة تقوم بتمويل أتباع درودكال. * سرقة السيارات ارتفعت بمعدل 45 بالمائة خلال 7 سنوات عرضت، أمس، الملازم سميرة بن الحاج جلول ضابطة بقيادة الدرك الوطني تحقيقا قامت به حول "سرقة السيارات في الجزائر ودور الدرك الوطني في مواجهة الظاهرة"، بعد تسجيل "ارتفاع ملموس في عدد السيارات المسروقة"، استنادا إلى الإحصائيات التي تشير إلى أن عدد السيارات المسروقة بلغ عام 2003 حوالي 3077 سيارة منها 1205 من نوع "رونو"، ليرتفع العدد عام 2004 إلى 4554 سيارة مسروقة منها 2004 من نوع "رونو"، و 752 سيارة من نوع "بيجو" و216 سيارة من نوع "مرسيدس"، وتوصل التحقيق إلى أن سرقة السيارات في الجزائر ارتفعت خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى سنة 2007 بمعدل 45 بالمائة. وتأتي سيارات "رونو" في الترتيب الأول من حيث عدد السيارات المسروقة ب5488 سيارة خلال الفترة الممتدة من سنة 2001 إلى 2004 تليها سيارات من نوع "بيجو"، ثم شاحنات سوناكوم، وأوعزت أسباب استهداف هذا النوع من المركبات إلى "توفر قطع الغيار وتوفرها في السوق" إضافة إلى سهولة تزوير الرقم التسلسلي بالنسبة لشاحنات سوناكوم، كما أن قطع غيار مركبات من نوع "هيليكس" باهظة السعر، وتعتبر سيارات نفعية ذات محرك قوي .وبالنسبة لخريطة انتشار ظاهرة سرقة السيارات، قالت الملازم الأول بن الحاج إنها مركزة خاصة بولايات تيزي وزو، بومرداس، البليدة، الجزائر وهي منطقة نشاط شبكات سرقة السيارات والجماعات الإرهابية، والملاحظ انه تمت سرقة 713 سيارة خلال سنتي 2006 و2007 وسط البلاد وتمكنت مصالح الدرك من استرجاع 125 منها فقط. * عصابات الجنوب تستهدف مركبات الشركات البترولية كما سجل تفاقم الظاهرة بالمناطق الحدودية خاصة بولاية تلمسان، إضافة إلى ولايات وهران، بلعباس، عين تموشنت، وسجل على مستوى 12 ولاية غرب البلاد سرقة 99 سيارة، وتتم عمليات السرقة بالمناطق الساحلية خاصة خلال موسم الاصطياف الممتد من شهر جويلية إلى سبتمبر. ولفتت الملازم بن الحاج الانتباه خلال عرض الظاهرة شرق البلاد إلى أن عمليات السرقة لم تعد تقتصر على شبكات الطرق الخارجية، بل امتدت إلى الحظائر والمواقف وتمت خلال سنة 2007 سرقة 244 سيارة ب15 ولاية شرق البلاد استرجعت مصالح الدرك 53 منها فقط. وفي تحليل لظاهرة سرقة السيارات في الجنوب الجزائري، أشارت الدراسة إلى أن شبكات التهريب تميل إلى المركبات رباعية الدفع التابعة غالبا للشركات البترولية المنتشرة في هذه الولايات، حيث سجلت خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط سرقة 18 سيارة أغلبها بولاية ورڤلة التي أحصت سرقة 66 مركبة عام 2006 و85 سيارة عام 2006 و90 سيارة عام 2007، وتنسب غالبا هذه السرقات لشبكات التهريب النشطة بالجنوب ومختصة في تهريب السجائر والسلاح والمخدرات. * أصحاب سيارات يحتالون على شركات التأمين بالتواطؤ مع الشبكات الإجرامية وعرضت الدراسة الأساليب التي تستعملها عصابات سرقة السيارات لكنها طرحت أسلوبا جديدا أصبحت تعتمده هذه الشبكات من خلال تواطؤ بعض مالكي السيارات معها للنصب والاحتيال على شركات التأمين، حيث يقوم أصحابها بتفكيك سياراتهم وبيعها في شكل قطع غيار ثم يبلغون عن السرقة للاستفادة من التعويض. وحددت دور مصالح الدرك الوطني في تشديد الرقابة على أسواق بيع السيارات ومراقبة السيارات المعروضة للبيع وفرض الرقابة على أصحاب محلات صناعة واستنساخ المفاتيح ومراقبة الوثائق الإدارية وتفعيل التنسيق مع أجهزة الأمن، خاصة في مجال تبادل المعلومات، واقترحت الدراسة إعداد بطاقات تحليلية مرفقة لشبكات الطرقات مجسد عليها نقاط وأماكن ارتكاب السرقات وبرمجة خدمات خاصة في إطار شرطة المرور ومراقبة الإقليم، طبقا للمعطيات المتوفرة باستغلال الخريطة الإجرامية، إضافة إلى تنشيط عنصر الاستعلامات.