تشهد الجزائر حاليا ظاهرة إقبال النساء على العمل الحر، وتأسيس مشاريع واستثمار الأموال في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة، ولا شك ان انتشار مثل هذه المشاريع النسوية في الوطن ظاهرة إيجابية، تعكس من جهة دعم الدولة للمرأة وتمكينها من بلورة دورها في الحياة الاقتصادية ومن جهة أخرى السماح لها لتؤكد أنها شريك فاعل في التنمية وازدهار المجتمع· وإن غابت الإحصائيات المضبوطة حول عدد المؤسسات الاقتصادية والتجارية التي تديرها المرأة با لجزائر إلا أنه يمكن القول أنها بضعة آلاف وفي شتى الميادين مثل البناء والتشييد والهندسة، تكنولوجيات الاعلام والإتصال الميدان الصحي والتربوي والفلاحي والسياحي تقول السيدة عباسية غراس الفوم سيّدة أعمال وعضو الجمعية الجزائرية للنساء صاحبات المؤسسات التي التقتها المساء مؤخرا بالغرفة الوطنية للتجارة والصناعة با لجزائر العاصمة، وقالت المتحدثة أن الجمعية ستقوم خلال السداسي الأول من العام الجاري بجولات وطنية تحسيسية تلتقي خلالها بالنساء صاحبات المؤسسات وإقناعهن بالإنضمام للجمعية لدعمهن في انشاء مؤسساتهن، والبداية ستكون من منطقة الغرب· وفي هذا السياق تؤكد السيدة خديجة بلهادي سيدة أعمال ورئيسة الجمعية المذكورة أن أهم عامل عسّر عملية احصاء النساء صاحبات المؤسسات با لجزائر هو تنازل صاحبة المؤسسة الصغيرة أو المتوسطة عن إدارة وتسيير المؤسسة للزوج أو الاب أو الاخ واكتفائها بتسجيل السجل التجاري على إسمها فقط ولذلك فإن من بين اهداف الجمعية هو تأسيس اطار يجمع كل المؤسسات المسيّرة من طرف النساء ودعمهن معنويا وماديا ومساعدتهن على تأسيس مؤسسات خاصة كما تعمل ذات الجمعية -تضيف المتحدثة- على تنظيم دورات تكوينية لصالح سيّدات الاعمال في الوطن والخارج واتاحة الفرص لتبادل الخبرات، وهي الخطوة التي تنظم سنويا في عدة بلدان على غرار سوريا، الاردن، مصر، المغرب، الولاياتالمتحدةالامريكية، إيطاليا، تونس والبحرين· وفي تقييمها لواقع المرأة والأعمال في الجزائر تقول السيدة بلهادي أنه لم يعد هناك حاليا مجالات عمل للرجل واخرى للمرأة ، وانما مجالات عمل كثيرة تعمل فيها المرأة الى جانب الرجل الرجل ليس منافسا وإنما مكمل للمرأة، نطمح فقط ان تنال المرأة العاملة نفس فرص الاستثمار ونفس التسهيلات لتصل الى النجاح الفعلي تقول المتحدثة وهي تعدد باقي العراقيل المصادفة لسيّدة الاعمال في النهوض بمؤسستها الخاصة مثل انحصار فرص الوصول الى اهم الاستثمارات كتلك التي يصل إليها الرجل، فالذهنيات في مجتمعنا ما زالت لم تتطور لتصل الى حد الثقة المطلقة في قدرات المرأة على غرار الرجل فهذا الاخير، -حسب المتحدثة- بإمكانه الوصول الى تحقيق مشاريعه انطلاقا من شبكة معارفه وليس بحسب اهمية استثماره· كما ان النظام البنكي في الجزائر لا يمنح القروض للمرأة الا إذا قدمت بالمقابل الكثير من الضمانات مع العلم ان المؤسسة الصغيرة ليس لها ضمانات تقدمها ولذلك لا تتطور ولا تتوسع ولذلك نجد أن أغلبية المؤسسات في الجزائر تصل مستوى معينا فقط من التوسع ولا تتجاوزه، تقول إضافة الى أن هذا النظام لا يحفز التعامل بالشيكات أو بطاقات الإئتمان ، ولا يمكن لسيدة الاعمال ان تحمل معها كل مرة حقيبة معبأة بمبالغ مالية كبيرة، ولذلك نقترح تضنيف محدثة المساء -أن تحدد البنوك مبالغ مالية معينة تتقاضاها سيولة وما تجاوزها يتم عبر الشيكات وهذا من شأنه ان يسهّل عملنا ويجعله أكثر مرونة· وعقدت الجمعية الجزائرية للنساء صاحبات المؤسسات بحر الاسبوع الماضي بالغرفة الوطنية للتجارة والصناعة لقاء مع ممثلين عن مؤسسة باكا الفرنسية لبحث سبل التعاون والشراكة بين الجهتين ومنذ دخولنا الى اللقاء أدركنا ان الموضوع جدّي وليس جلسات نسائية لأجل الموضة او عرض الازياء بل ثمة إصرار من قبل السيّدات صاحبات المؤسسات على تغيير المفاهيم السائدة حول طريقة تفكير المرأة وطموحها الساعي إلى إثبات دورها في اهم المجالات.