وصفت إسرائيل اعتراف بعض دول أمريكا اللاتينية بالدولة الفلسطينية بأنه مؤسف، في حين عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تقديره لهذا الاعتراف الذي رحبت به جامعة الدول العربية وتركيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور في تصريح صحفي ''إن هذا القرار المؤسف الذي اتخذته هذه الدول لن يساعد إطلاقا على تغيير الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين''. وأضاف أنه ''اعتراف مخيب للآمال يسير ضد روح الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين وضد مفاوضات السلام''. (الوكالات) وتأتي هذه التصريحات بعد أن حذت أوروغواي حذو الأرجنتين والبرازيل بالاعتراف بدولة فلسطينية ''حرة ومستقلة'' ضمن حدود العام .1967 ونقلت مصادر فلسطينية عن الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز دو كيرشنر قولها للرئيس عباس في اتصال هاتفي إن الاعتراف بفلسطين ليس عملا سياسيا فحسب وإنما هو عمل أخلاقي أيضا. وانتقد بالمور خطوة الأرجنتين مؤكدا أنها لن تسهم في دفع السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال ''لو أرادت الأرجنتين القيام بمساهمة حقيقية للسلام، فهناك طرق أخرى للقيام بذلك بدلا من لفتة بلاغية بحتة''. في المقابل أعربت جامعة الدول العربية عن تقديرها لاعتراف البرازيل والأرجنتين بالدولة الفلسطينية. كما رحب بهذا الاعتراف الرئيس التركي عبد الله غول الذي دعا في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفلسطينيبأنقرة المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية. وأكد غول لعباس تضامن تركيا الوثيق مع الفلسطينيين ومد يد العون الاجتماعي والاقتصادي لقيادة دولة فلسطينية مستقلة، وطالب إسرائيل بالتخلي ''عن بناء مستوطنات جديدة وتدمير المنازل وأن تبدأ بإظهار موقف إيجابي''. بدوره عبر الرئيس الفلسطيني في العاصمة التركية أنقرة -التي يزورها للمرة الثالثة هذا العام- عن ''تقديره'' لقرار بيونس آيرس الاعتراف بدولة فلسطين. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفلسطينيين يتوقعون ''أن تتخذ باراغواي ودول أخرى بأمريكا اللاتينية قرارات مشابهة''. وكانت البرازيل أعلنت اعترافها بدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967 الجمعة الماضي، وفق ما جاء في رسالة إلى عباس من الرئيس لولا دي سلفا، وقد عبرت إسرائيل عن خيبة أملها بهذا الاعتراف. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أول أمس الإثنين بأن اعتراف البرازيل هذا شجع دولا أخرى على اعتراف مماثل. وأضاف أن اعتراف البرازيل والأرجنتين وأوروغواي بالدولة الفلسطينية بحدود العام 1967 ''سيشجع دولا كثيرة لم تعترف بعد بها والسير على خطاها''. ويأتي اعتراف هذه الدول بدولة فلسطينية مستقلة في ظل إعلان الجانب الفلسطيني انهيار مفاوضات السلام مع إسرائيل مع استمرار الأخيرة بأنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية. وكان الرئيس الفلسطيني قد أجرى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاث جولات من المحادثات المباشرة في سبتمبر، لكن الفلسطينيين انسحبوا من المحادثات بعد ثلاثة أسابيع عندما انتهى تجميد جزئي للبناء في المستوطنات استمر عشرة أشهر. وقد أكد عباس أنه لن يستأنف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، إذا استمر النشاط الاستيطاني خاصة في القدسالشرقية، وأشار مرارا إلى خيارات سيلجأ إليها إذا انهارت مفاوضات، من بينها طلب الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينيةالمحتلة عام ,1967 والتوجه لمجلس الأمن الدولي لتحقيق ذلك. كما أعلن عباس الأسبوع الماضي أنه ربما يلجأ لحل السلطة الفلسطينية في حال لم يتحقق السلام مع إسرائيل ولم يعترف العالم بدولة فلسطينية. وفي أحدث رد على مطالب تجميد الاستيطان قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل ليس لديها سبب يدعوها لتمديد وقف البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية، لكنها مستعدة للدخول في محادثات مع الفلسطينيين. واعتبر أنه ما من فائدة لوقف البناء في المستوطنات، وأن الموقف الفلسطيني المتمثل بعدم استئناف المحادثات إلا بعد وقف البناء فيها ''يبين نواياهم الحقيقية لدفع هذه المحادثات نحو الجمود''.