يشارك أكثر من 200 شخصية عالمية يومي الثالث عشر والرابع عشر من الشهر الجاري في أشغال ندوة دولية بقصر المؤتمرات بنادي الصنوبر لإحياء الذكرى الخمسين لإصدار الأممالمتحدة اللائحة 1514 يوم 14 ديسمبر 1960 التي أقرت بحق الشعوب المستعمرة في تقرير المصير والاستقلال. وقال السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية في ندوة صحفية بجنان الميثاق أن احتضان الجزائر لهذا الحدث نابع من كون اللائحة ورغم مرور خمسين عاما على إصدارها مازالت صالحة كون 16 إقليما مازال يصنف ضمن المستعمرات التي يتعين استقلالها وأيضا لأن روح اللائحة مازال صالحا إلى حد الآن على اعتبار أن الاستقلال لا يعني فقط الاستقلال السياسي وجوهرها يعني أيضا الاستقلال الاقتصادي والحق في التنمية والحقوق الإنسانية بعيدا عن سياسة الكيل بمكيالين. وقال مساهل إن إحياء الجزائر لذكرى الخمسين لإصدار هذه اللائحة يدخل ضمن مقاربة امتداد العمل بمضمونها التي كان للكفاح التحرري الجزائري دورا في استصدارها وأيضا لكونها جاءت ثلاثة أيام فقط بعد مظاهرات 11 ديسمبر 1960 ضد المحتل الفرنسي والتي أعطت دفعا للأمم المتحدة من أجل إصدار هذه اللائحة التي توجت باستقلال 80 دولة معظمها في القارة الإفريقية. وأضاف الوزير أن الأممالمتحدة التي قررت إحياء هذه المناسبة منذ شهر جوان الماضي ينتظر أن تصدر لائحة في هذا الشأن يوم غد الجمعة لتأكيد حق الشعوب في الاستقلال والحرية. وأضاف أن إحياء هذه المناسبة راجع إلى كون العالم يعرف تحولا كبيرا منذ انتهاء الحرب الباردة وفي وقت مازالت فيه دول الجنوب تبحث عن دور لها في اتخاذ القرارات التي تهم العالم بما فيها إعادة إصلاح منظومة الأممالمتحدة التي أصبحت أمرا ملحا ومطلبا حتى من الدول الكبرى وفي وقت كثر فيه الحديث عن المناخ والإرهاب الدولي. وتم لإحياء هذه المناسبة توجيه دعوة لأكثر من 200 شخصية عالمية من بينهم حاصلون على جوائز نوبل ورؤساء دول سابقون ومناضلون ضمن حركات تحرر عالمية ومن بينهم الأمناء العامون للمؤتمر الوطني الإفريقي وحركة التحرر الأنغولية ''أم. بي. أل. أ'' وحركة ''سوابو'' النامبية و''فرليمو'' الموزمبيقية الذين ستكون لهم الفرصة لتقديم شهاداتهم حول تحرر بلدانهم من الاستعمار البريطاني والبرتغالي. وسيتم خلال الندوة تقسيم المشاركين على ورشتين تخصص أشغال الأولى لمناقشة مدى إسهام اللائحة 1514 في استقلال الشعوب بينما ستخصص الثانية التي سيشارك فيها 80 صحفيا من مختلف الدول لبحث دور الإعلام والسينما في حق الشعوب في التحرر والتأريخ لكفاح الشعوب المستعمرة في أفلام وثائقية حفاظا على الذاكرة الجماعية. يذكر أن الدعوة وجهت إلى رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو امبيكي والأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى ولي بنغ رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي والناشط الحقوقي والنائب البريطاني الأسبق العالمي جورج غالاوي والأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية سليم احمد سليم والرئيس الزامبي السابق كينث كواندا وويني مانديلا حرم الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا . وينتظر أن تتوج أشغال هذه الندوة التي تدوم يومين بما سيعرف ب إعلان الجزائر'' التي لعبت دورا محوريا سواء أثناء ثورتها في استقلال عشرات الدول الإفريقية وأيضا بعد استقلالها حيث واصلت الدفاع عن هذا المبدأ ومازالت إلى حد الآن رغبة منها في إقامة عالم أكثر ديمقراطية ويكون فيه لصغار العالم كلمتهم في صياغة واتخاذ القرارات الدولية. ونفى الوزير عبد القادر مساهل أن تكون الندوة على علاقة بالقضية الصحراوية والفلسطينية رغم مشاركة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في أشغالها فقط ولكنها تأتي في سياق عام وبقناعة أن مضمون اللائحة الذي جاء في سياق أحداث ستينيات القرن الماضي مازال صالحا في الوقت الراهن مادامت هناك شعوب تنتظر تقرير مصيرها. وقال إن إحياء الجزائر لهذه المناسبة لأنها ولدت من رحم المقاومة وبعد ثورة دامت لأكثر من سبع سنوات ولأننا نريد أن نتحدث بصوت واحد في المحافل الدولية سواء في الأممالمتحدة أو مجموعة الثماني الكبار لإسماع صوت الدول الصغيرة لبحث قضايا مثل أزمة المناخ والهجرة.