اعتبر الدبلوماسي الجزائري وعضو لجنة حكماء الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي أمس أن احتضان الجزائر للذكرى المخلدة لإصدار اللائحة الأممية 1514 يعد مبادرة ممتازة جدا والجميع ثمن مبادرة السلطات الجزائرية لأنها أخذت على عاتقها مهمة جمع كل هذه الشخصيات رغم كبر سنهم وبعضهم لم يعد لهم دور في الوقت الحاضر ولكنهم لعبوا دورا كبيرا في صياغة نص هذه اللائحة في حينها قبل خمسين عاما. وأضاف أن المواقف التي تضمنتها مداخلات المشاركين مهمة جدا في انتظار البيان الذي سيصدر عن الندوة وإن كان من المؤكد انه لن يغير العالم ولكنه سيضاف كمساهمة في الحوار القائم حاليا بين مختلف فعاليات المجتمع الدولي لبناء مجتمع عالمي جديد. وقال الإبراهيمي أن الانقسام الذي كان موجودا بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة في إطار الحرب الباردة انتهى في نهاية الثمانينات إلى مرحلة انتقالية يتعين على دول الجنوب أن تساهم في هذا البناء من خلال لعب دور جديد وأكثر تأثيرا. وقال أن ذلك يمكن أن يكون دعوة لتفعيل دور المنظمات الإقليمية كالاتحاد الإفريقي والجامعة العربية وعدم الانحياز لتمكين دول الجنوب من مكانة أكثر تأثيرا في النسق الدولي. واضاف أن لائحة الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار صودق عليها في سياق دولي مغاير تماما وهي تستدعي منا الآن كثيرا من التضحية وان نكون أكثر تضامنا كدول جنوبية حاصلة على استقلالها وبين القارات الثلاثة إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية. وقال أن قاعة قصر المؤتمرات هذه احتضنت سنة 1973 اكبر مؤتمر للمنتظمين الإفريقي والآسيوي وامريكو-لاتيني ضمن فعاليات مؤتمر حركة عدم الانحياز وكان له صدى كبير على إتمام قضايا التحرر العالمي. ولكن عالم اليوم تغير من حيث وسائل النضال وحتى يسمع صوتنا يتعين علينا تبني حركة تضامنية اكبر وتعاون اوثق. واذا كان رئيس الدبلوماسية الجزائري الأسبق وعضو لجنة الحكماء الاممية قد اعترف بصعوبة المهمة الا أنه لم يغلق الباب أمام تحقيق انجاز في هذا الاتجاه من خلال إدخال إصلاحات على الأممالمتحدة وان تتحمل نخبة الدول المستقلة مسؤولياتها في هذا الكفاح. وارجع ذلك إلى كون الأممالمتحدة ليست هيئة منسجمة واحدة وموحدة ولكنها منتظم يضم دولا قوية تريد فرض منطقها وأخرى صغيرة تريد إسماع صوتها وقول كلمتها في صياغة القرار الدولي. فهناك هيمنة فعلية من الدول الكبرى التي أسست الأممالمتحدة ومنحت لنفسها دورا مهيمنا وهم يعلمون أن الهيئة الأممية كما هي الآن تتعرض لانتقادات ولكن يجب القول انه لا توجد منهجية عمل منظم ومتضامن وموحد بين دول العالم الثالث من اجل تغيير الأشياء بداخلها لأن الأممالمتحدة لن تتغير من تلقاء نفسها وذلك لن يتأتى إلا بتضافر دور الجزائر وجيرانها ودول آسيا . وبخصوص القضية الفلسطينية قال وزير الخارجية الجزائري الأسبق أن النداء الذي وجهته 26 شخصية أوروبية اول أمس للضغط على إسرائيل يعد موقفا حازما من أوروبا تجاه هذا الكيان. وقال أن لجنة حكماء الأممالمتحدة التي هو عضو فيها أصدرت هي الأخرى بيانا في هذا الشأن في سياق شعور بدا يسود في كل العالم أن الوضع في فلسطين لا يجب ان يستمر أكثر مما هو عليه. وأضاف انه لابد من التفكير بل العمل من اجل فرض مقاطعة رشيدة وعقلانية من قبل شعوب العالم كلها ضد الكيان الإسرائيلي المحتل. وقال أن هناك كلاما في السياق بدأ يجد طريقه في اوروبا وفي أمريكا ضمن مبادرات لمقاطعة السلع والمنتجات الإسرائيلية والتعامل مع إسرائيل تماما كما فعلت دولة جنوب إفريقيا بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية سنة 2008 وبداية سنة .2009 وبلهجة فيها الكثير من التأسف على الموقف العربي قال الإبراهيمي أن الدول العربية تأخرت في المقاطعة وهي التي كان عليها أن تكون سباقة إلى ذلك ولكنه عاد وقال أن التأييد العربي للقضية الفلسطينية ضعيف ويجب أن يتحسن في المستقبل.