كشف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني قاسة عيسي ل ''الجزائر نيوز'' أن اجتماعا هاما سينظر في قضية حركة التقويم والتأصيل، غدا الأربعاء، بمشاركة أعضاء لجنة الانضباط ووزراء الأفلان ولجنة التنسيق، بمقر الحزب في وقت أكد الوزير السابق والناطق باسم الحركة المتمردة محمد الصغير قارة، أمس، أن لجنة الانضباط المزعومة اجتمعت، أول أمس الأحد، ولم تتمكن من جمع النصاب بسبب ''وقوف المناضلين الشرفاء إلى جانبه والوزير الهادي خالدي اللذين يريد بلخادم تصويرهما على أنهما وراء كل ما يحدث من انشقاقات''· عبد اللطيف بلقايم ستكون جبهة التحرير الوطني نهاية الأسبوع على موعد ناري ينظر فيه مستقبل الحزب تنظيميا، بعد التحاق المئات من المناضلين والمنتخبين في البرلمان والمجالس المحلية، طيلة الشهر الماضي بحركة التقويم والتأصيل التي تركزت أساسا في ولايات تنحدر منها القيادات الحالية للجبهة، وعلى رأسها مستغانم، تيارت، بسكرة، المدية ووهران· وعرفت الجبهة، خلال اليومين الماضيين، تطورات كبيرة، منذ اندلاع الأزمة الداخلية عقب المؤتمر التاسع، إذ اجتمعت -حسب مصادر أفلانية- لجنة الانضباط وقررت معاقبة كل من الوزير الهادي خالدي والوزير السابق محمد الصغير قارة ''لتجاوزهما''، في نظر اللجنة، الخطوط الحمراء للقانون الأساسي والنظام الداخلي في التعبير عن موقفيهما من الوضع الداخلي للحزب· من جهة أخرى، يقول عضو المكتب السياسي قاسة عيسي في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أن إجراءات الانضباط ستطول وأنها غير مقيدة زمنيا، نافيا علمه بانعقاد دورة للجنة أول أمس، وهو ما يعكس حالة من اللاتنسيق والتشتت في المواقف والإطلاع على الأحداث داخل الجبهة· من جهته، أكد محمد الصغير الذي عقد ندوة صحفية بمقر التنظيم الجديد في الجبهة بدرارية، بمعية نعيجة جلول عضو المكتب السياسي الأسبق ومهندس التقويم والتأصيل في ولاية المدية التي ينحدر منها رئيس لجنة الانضباط الحالي، أن الاجتماع لم يكتمل من حيث النصاب ''بسبب وقوف عدد من الأعضاء الشرفاء في اللجنة إلى جانب الهادي خالدي وقارة''، موضحا أن اللجنة اعتمدت على قصاصات الجرائد بدل تقارير حقيقية مدعمة بشهادات ميدانية، داعين إلى عقد مؤتمر استثنائي في أقرب الآجال لإنقاذ الجبهة واستدراك ما يمكن استدراكه لدخول الاستحقاقات القادمة في شكل يليق بمكانتها· بدوره رد نعيجة جلول على انعقاد لجنة الانضباط، بأنها غير شرعية ''تماما مثل نتائج المؤتمر التاسع الذي أنتج الإقصاء والتهميش''· كما طالب بإحالة كافة المتسببين في مهزلة المؤتمر الأخير إلى لجنة الانضباط، كرد على تصرفات القيادة الحالية· الأفالان في قلب العاصفة حروب ردة أم حرب خلافة؟! ما الذي يخبئ هذا الحريق الذي نشب داخل بيت الحزب العتيد (الأفالان)، هل يتعلق الأمر بخلافات تقليدية تعوّد عليها الأفالان منذ وقت طويل، وبالتالي سرعان ما تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي في لحظة زوال الغضب، أم أن الأمر يتجاوز مستوى الصراع على اقتسام الطورطة الداخلية إلى مستوى أكثر خطورة وخفية؟! احميدة عياشي منذ أشهر صرح الأمين العام للأفالان السيد عبد العزيز بلخادم ليومية ''المواطن'' أنه سيترشح للرئاسيات في حالة ما أعرض الرئيس بوتفليقة عن التقدم إلى عهدة رابعة، وبرغم أن مثل هذا التصريح لم يثر على المستوى الرسمي والعلني أية ردود أفعال، إلا أن التصريح تبقى له دلالته الخاصة إذا ما وضعناه في السياق العام لكل التكهنات المطروحة على الساحة السياسية من جهة، ومن جهة أخرى ما عرفه حزب جبهة التحرير من صراعات أحيانا مستترة، وأحيانا أخرى معلنة بين العصب المشكلة لهذا الجهاز الذي يمكن ألا يبقى لاعبا أساسيا إلى جانب غريمه الأرندي ضمن لعبة رسم التوجهات والتوازنات داخل نظام الطبقة الدولة·· وإذا ما صدقنا أحد المقربين من وسط بوتفليقة، فإن عبد العزيز بلخادم الذي شغل أهم المناصب على مستوى الدولة بات لا يخفي طموحه ليكون خليفة لبوتفليقة في وجه خصمه أويحيى الذي ظلت تروج حوله في أوساط مطلعة أقاويل مفادها، أنه الرجل الذي تمكن بفضل قوة صبره ووفائه لسياسة النظام في لحظته الحرجة أن يحظى بالمساندة والدعم الخفيين عندما تحين ساعة الحسم·· ومما زاد في طمأنينة عبد العزيز بلخادم، هو هذا الصعود للتيار المحافظ داخل النظام والذي كان على حساب التراجع الرهيب لخطاب ووزن من كانوا ينعتون بالجمهوريين والديمقراطيين من داخل وفي محيط النظام خلال حكم بوتفليقة، وللتراجع الذي سجله تيار الإخوان المسلمين داخل المشهد السياسي بحيث خفت صوتهم وتحولوا إلى ملحقين لنظام بوتفليقة بدل أن يحتلوا مكانة الشريك الحقيقي التي كانت لشيخهم الراحل محفوظ نحناح·· لكن هذه الطمأنينة التي أراد أن يظهرها عبد العزيز بلخادم، هي طمأنينة غير حقيقية بنظر أحد المطلعين على ما يجري داخل سرايا النظام، لأن بلخادم برغم الحظوة التي كانت له لدى الرئيس بوتفليقة إلا أنها بدأت تتآكل منذ فوز بوتفليقة بالعهدة الثالثة، فالأمين العام لجبهة التحرير سبب له الكثير من المتاعب لدى حلفائه العتيدين في الحكم، وذلك بسبب ميولاته نحو الإسلاموية المحافظة ورغبته الخفية والشديدة في أن يكون الخليفة دون منازع، وهذا ما أدى بالمجموعات الناشئة وذات المصالح الجديدة في ظل حقبة بوتفليقة، أن تتقدم بنصائحها إلى الرئيس عبر مقربين منه للبحث عن بديل آخر لبلخادم يحظى بثقته·· وحسب محدثنا، يميل بعض من هذه المجموعات إلى تشجيع أخ الرئيس السعيد بوتفليقة على أخذ زمام المبادرة، لكن بشكل غير مباشر يبدأ بخطوة جس النبض، وهذا ما حدث منذ سنتين عندما راجت إشاعات أن السعيد بوتفليقة يفكر بإنشاء حزب سياسي في حالة ما لم يتمكن من الأفالان·· إلا أن هذا الطرح الذي أدلى به إلينا محدثنا يعارضه آخرون، كون أن السعيد بوتفليقة أكد لأوساط نافذة عن طريق رسل، أنه لا ينوي أن يكون خليفة لأخيه·· وبالإضافة إلى ذلك يعتقد هؤلاء أن السعيد بوتفليقة بالرغم أنه يلعب دور رجل النفوذ إلا أنه ينأى بنفسه ليدخل في مواجهات قبل أوانها، خاصة وأنه إلى حد الآن يعي أن الوضع غير ناضج بما فيه الكفاية للكشف عن طموحات كهذه·· لكن كيف نفسر مثل هذا التمرد الذي أصبحت تقوده ضد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، وجوه مثل الوزير الهادي خالدي وخوذري ومحمد صغير قارة إن لم يتلقوا إشارة الضوء الأخضر؟! لقد بادر هذا الثلاثي بعقد تحالف غير رسمي مع وجوه بارزة داخل الأفالان، تمثل التيار الحمروشي مثل وزير الإعلام الأسبق عبد الرشيد بوكرزازة، وتيار علي بن فليس الغريم الأسبق للرئيس بوتفليقة، وحسب مصدر داخل الأفالان أن هذا التحالف غير الرسمي يحظى برضا وتشجيع سري لا يستهان به، من طرف بعض رموز الحرس العتيد داخل الأفالان مثل عبد الرزاق بوحارة·· ويسعى هذا الثلاثي من وراء التحالف إلى توسيع رقعة التمرد وبالتالي إضعاف عبد العزيز بلخادم قبل والمطالبة بعقد مؤتمر استثنائي، يفتح لهم إبعاد أصيل سوفر والمتحالفين معه، وذلك ضمن أجندة التشريعيات القادمة لعام 2012 التي ستكون المؤشر القوي لتحضير مرشح الأفالان لرئاسيات .2014 وفي حالة عدم تمكن هذا الثلاثي ومشجعيه من الإطاحة ببلخادم، فإنهم سينضوون ضمن ''التنظيم الجديد'' لخوض تشريعيات ,2012 ومقترحين في الوقت ذاته أن يكون السعيد بوتفليقة الرئيس الشرفي لهذا التنظيم·· لكن هذا السيناريو يعاني من بعض الخلل، لأن التنظيم المراهن عليه عرف هو الآخر أزمة داخلية وتوبع بعض أعضائه من طرف القضاء، وهذا ما سيجعل السعيد بوتفليقة جد حذر من أن يخوض مغامرة غير مأمونة النتائج·· الخلاصة أن ثمة شيء غير واضح، وغير بريء، ولا يمكن أن يكون مجرد خيال سياسي، لأن الحريق بات بيّنا، وأن بلخادم برغم تأكيداته بأن بيت الأفالان آمن، فالبيت لم يعد آمنا، وهل يمكن أن يكون البيت آمنا في ظل نشوب النيران بداخله؟!· الأخضر الإبراهيمي ل ''الجزائر نيوز'': أطراف سياسية تحاول توظيفي خلال الرئاسيات المقبلة قال الأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي والمبعوث الأممي السابق لعديد من بؤر التوتر عبر العالم، في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أنه لم ينو يوما الترشح لرئاسة الجمهورية، وأنه لا ينوي ذلك مع انتهاء عهدة الرئيس بوتفليقة، واصفا ذلك ب ''محاولة توظيفه سياسيا عبر الإعلام، بمناسبة الرئاسيات القادمة كما فعلت مع الماضية''، موضحا في سياق مغاير أن حل القضية الصحراوية لا يمكن أن يتجسد من دون مفاوضات بين طرفي النزاع وفق الشرعية الدولية· ورفض الأخضر الإبراهيمي الخوض بشكل أكبر حول ما تردد عن احتمال ترشحه للرئاسيات القادمة في الجزائر، مكتفيا بالقول ''إنه توظيف سياسي عبر الإعلام، فأنا لا ولم أنو ذلك بتاتا لا في الماضي ولا في المستقبل''، موضحا بأنه يمتنع الكشف عن الأسباب التي تجعله عديم الطموح في منصب كهذا وهو الذي تقلد مناصب دبلوماسية هامة وله شبكة علاقات واسعة يمكن توظيفها لصالح الجزائر· وفي إجابته دوما على أسئلة ''الجزائر نيوز''، اعتبر الإبراهيمي، في سياق مغاير، أن القضية الصحراوية لن تعرف حلا كاملا ما لم يجتمع طرفا النزاع حول نظرة موحدة مرضية لكليهما وفق الشرعية الدولية، لكنه أشاد بمبادرة الجزائر إحياء الذكرى الخمسين لاعلان اللائحة 15/,14 وقال ''هذه مبادرة ممتازة جدا بدليل تحيتها من طرف جميع الضيوف من الشخصيات الكبيرة والعريقة التي كانت بارزة خلال عهود حكمها، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير جدا''، مضيفا بأن البيان الختامي للمؤتمر الجاري في الجزائر ''لن يغير العالم بل هو مساهمة في بناء مجتمع جديد لأننا في مرحلة ما بعد الانقسام بين الشرق والغرب وتشكل عالم بمفهوم مغاير ولابد لدول الجنوب المساهمة أكثر فيه''· وأضاف كذلك ''صحيح العالم قرية صغيرة، لكن يجب أن يكون لنا مكان فيها دون إملاءات، نريد عالم فيه تعاون ومصالح مشتركة وسماع متبادل للآراء''· أما عن إصلاح الأممالمتحدة، قال الإبراهيمي ''الهيئة هي الدول الأعضاء وإفريقيا وآسيا في تمثيلها، تتميز حاليا بصوت خافت عكس الماضي وإصلاح الأممالمتحدة صلب موضوعه في الكيفية، وليس أمرا آخر''، معتبرا أن لائحة 15/ 14 هي إحدى اللوائح الأممية التي طبقت عبر العالم إلا في بؤر صعبة الحل· وقال تعقيبا على ما جاء من مداخلات في الجلسة الصباحية ''أعتقد أن المهم لهذه اللائحة أنها معترف بها، وأنها جاءت بسبب النضال والكفاح المستمر للشعوب من أجل الاستقلال وتقرير المصير وليس العكس''· كما قال ''الظروف التي تم خلالها التصويت عليها ظروف دولية تختلف تماما عن الظروف التي يعيشها العالم اليوم، لهذا ما نسجله حاليا نضال يأخذ طابع التطوع من طرف الدول الصغيرة غير المهيمنة والتي لها بالرغم من كل شيء الكفاءة للحديث وإمكانية إسماع الأصوات''، فالعالم تغير ولكن ما لم يتغير هو الوسائل التي تستعمل في التعبير عن الرأي والمواقف والمساندة التي تقلصت قليلا مع التعاون الدولي الموجود في مستوى غير المأمول، وأرى أنه لو كنا نعمل قليلا مع بعض بشكل أفضل مما هو عليه، قد تظهر النتيجة''· ودوما عن الأممالمتحدة ووضعها الدولي، قال ''إنها ليست بالعطالة المطلقة التي يتخيلها البعض، فقد قامت الأممالمتحدة بإنجازات عديدة ولكن ما أقوله دوما بأن الهيئة غير موجودة كهيئة بل الدول الأعضاء هي التي تكوّن الروح المجسدة للهيكل، فهي إرادة الدول الأعضاء''، معترفا بوجود هيمنة للدول العظمى الخمسة الذين أسسوا الهيئة الأممية، ''وقد استأثروا بدور هام، مقابل انعدام أي تحرك تضامني ومنسق من طرف دول العالم الثالث من أجل إقرار التغيير''، مضيفا ''أوباما في الهند أعرب عن رغبة أمريكا في أن تكون الأخيرة ضمن القوى الخمسة الأممية المتمتعة بالفيتو، ولكن هذا من مهام الأمم الأعضاء· وإذا كان هناك لوم دوما على الكبار لانفرادهم بالقرار، فيجب التنديد بهذا التصرف وفق عمل منظم''·