ما زالت الوضعية المتدهورة ونقص المرافق في العديد من أحياء بلدية بني مسوس، تثير انشغال السكان وقلقهم، بسبب معاناتهم التي طالت، حيث ينتظر هؤلاء الإسراع في إتمام المشاريع المبرمجة، ومنها توفير سكنات لائقة، ومواصلة تهيئة الطرق المهترئة، وتوفير الإنارة العمومية وتدعيم النقل بخطوط إضافية، إلى جانب تنظيف المحيط في بعض الأماكن التي تبقى تحدث التميز بقماماتها المنتشرة. وتشكل بني مسوس مزارا للكثير من المواطنين بسبب احتوائها على مستشفى أسعد حساني وإقامة جامعية وملحقتها، وهي تحمل كما لاحظت ''المساء'' في جولتها الكثير من النقائص والمشاكل التنموية التي يقول السكان إنها طالت رغم ما أنجز في السنوات الأخيرة، فالزائر لهذه البلدية لا يسلم بدون شك من الطابور الذي تشكله قوافل السيارات العابرة للطريق الرئيسي بالقرب من المستشفى، خاصة في هذا المكان الذي يضم أيضا مقراً للبريد والإقامة الجامعية ومحطة لنقل الطلبة، حيث تآكل جزء من هذا الطريق الذي يعبره الكثير من القاطنين والزوار يوميا. القمامة تشوّه المحيط وفوضى التجارة تمس براحة السكان وإذا كانت بعض الأحياء محظوظة من حيث إتمام عملية التهيئة بها وتوفر النظافة والمرافق الضرورية، على غرار وسط مدينة بني مسوس وبالقرب من مقر البلدية، فإن أحياء أخرى لاتزال تنتظر دورها، منها حي 703 سكن بسيدي يوسف، الذي ينتظر سكانه التخلص من السوق الفوضوي المحاذي لسكناتهم، وإتمام عملية إنجاز السوق المهيأة المتوقفة منذ ثلاث سنوات، لتخليصهم من الإزعاج الذي سببه السوق الفوضوي، والقمامات التي يخلفها الباعة يوميا، مما شوه المحيط وغيّر واجهة الحي، حيث قال بعض سكانه إن الباعوض غزا بيوتهم خاصة في فصل الصيف، كما تغير منظر أحياء أخرى كحي عيسات أدير، حي 50 مسكناً، سيدي يوسف وحي سيلاست، بسبب أكياس القمامة التي اشتكى منها السكان، خلال جولتنا الاستطلاعية. وما زاد من تذمر القاطنين بهذه الأحياء هو تأثير هذه الوضعية سلباً على راحتهم، عكس بعض الأحياء التي تخلصت من ظاهرة انتشار القمامة، منها الأحياء الكبيرة التي أسندت مهمة تنظيفها الى القطاع الخاص، بينما تتكفل مصالح النظافة التابعة للبلدية بتنظيف وسط المدينة، ليبقى حي سيدي يوسف من نصيب مؤسسة ''ناتكوم'' التي لم تتمكن من تخليصه من القمامة، حيث تتطلب هذه العملية - حسب رئيس البلدية - مساعدة من قبل سكان الحي، من خلال الرمي في المكان والوقت المحددين. وينتظر سكان سيدي يوسف إتمام إنجاز المسجد الذي كلفت تهيئة أرضيته 150 مليون سنتيم، وفتح خطوط جديدة للنقل، وتدعيم الخطوط المتوفرة، لتخفيف معاناة المتنقلين الذين ينتظرون طويلا بسبب وجود خط وحيد فقط تابع للقطاع الخاص، يربط سيدي يوسف ببني مسوس، وخط سيدي يوسف - شوفالي الذي تم فتحه مؤخرا وتضمنه مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري ''إيتوزا''. السكن: مشاريع ضئلية وطلبات مكدسة وإذا كان السوق الذي يتكون من 16محلاً و24 طاولة سيسلم، في جانفي المقبل، حسب رئيس البلدية السيد سليمان هوادف، فإن حل أزمة السكن ليس قريباً، سواء تعلّق الأمر بالسكن الاجتماعي أو التساهمي، بسبب مشاريع السكن المعطلة منذ سنوات، ففي الوقت الذي بلغت الطلبات حوالي 2000 ملف، تم تسليم 40 سكناً اجتماعياً فقط، منذ بداية عهدة المجلس البلدي الحالي، بينما يبقى برنامج 100 سكن تساهمي في بني مسوس متوقفا منذ سنة 2000 وكذلك الأمر بالنسبة لبرنامج 320 سكناً بعين البنيان المتوقف أيضا منذ 2005 لأسباب تقنية، حسب المسؤول الأول بالبلدية. وقد أدت هذه الوضعية الى تذمر السكان وقلقهم، منهم العائلات التي لا يزال أبناؤها يزاولون دراستهم بمؤسسات تربوية مشيدة بالبناء الجاهز على غرار مدرستي العربي بن مهيدي وعيسات إيدير، حيث طالب الأولياء بالإسراع في ترحيلهم إلى مؤسسات لائقة باعتبارهم أكثر عرضة للأمراض، وهو الانشغال الذي ستتكفل به السلطات المحلية في إطار فتح مدارس جديدة السنة المقبلة. وتبقى البيوت القصديرية من المشاكل التي تؤرق سكان وسلطات بني مسوس على حد سواء، بسبب انتشارها الرهيب في السنوات الأخيرة، حيث انتشرت هذه الأحياء في ستة مواقع، تضم أكثر من 1200 ساكن، وأكبر هذه الأحياء هو حي''سيلاست'' الذي وقفنا على معاناة قاطنيه، بالإضافة الى أحياء بوسماحة، سيدي يوسف، المَقلع المعروف بالكاريار وحي لاسيناس، والتي أصبح الوضع بها لا يطاق بسبب تدهور الظروف، ويبدو أن السلطات المحلية لا تملك حلا لهذه الأحياء، وقد أكد المسؤول الأول أن البلدية تعمل على المحافظة على العقار ومراقبة عدم تزايد البنايات القصديرية التي تعتبر نقطة سوداء لبني مسوس. النقل المدرسي يؤرق التلاميذ والأولياء من جهتهم ينتظر تلاميذ بعض الأحياء توفير النقل المدرسي، الذي يسبب لهم متاعب كثيرة وينعكس سلباً على أدائهم، خاصة طلبة الثانويات الذين يواجهون صعوبات التنقل الى ثانويات بعيدة عن مقرات سكناتهم بكيلومترات، هذا في ظل وجود حافلة نقل وحيدة تسع ل25 راكبا والتي تستعمل فقط عندما تتهاطل الأمطار بغزارة أو في أوقات الامتحان. من جهتهم ينتظر سكان حيي المجاهدين وبن حدادي تخليصهم من مشكل الظلام عدم توفر الإنارة العمومية الغائبة الى إشعار آخر، عكس العديد من الأحياء التي استفادت من برنامج الإنارة في إطار مخطط التنمية للبلدية التي قال رئيسها إن الحيين مبرمجان لسنة ,2012 وأن المشكل الرئيسي لبني مسوس ينحصر في مشكل العقار الذي أعاق تجسيد عدة مشاريع تعود بالفائدة على المواطنين.