من المقرر أن تعقد لجنة المتابعة العربية اليوم اجتماعها بالعاصمة القاهرة من اجل الخروج بموقف عربي موحد من عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتي وصلت إلى طريق مسدود في ظل التراجع الأمريكي عن معالجة قضية الاستيطان أهم عقبة أمام تفعيل مفاوضات السلام المتعثرة منذ سنوات. وسيبحث وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في اللجنة البدائل المطروحة من اجل التوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومن ضمنها التوجه نحو مجلس الأمن الدولي للحصول على اعتراف دولي بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما نصت على ذلك خارطة الطريق. والحقيقة أن العرب مطالبين في هذا اللقاء بإعلان اعترافهم بهذه الدولة من اجل تشجيع باقي دول العالم على اتخاذ نفس الموقف الذي سبقتهم إليه كل من البرازيل والأرجنتين. وحتى يكون أيضا بمثابة دفع للاتحاد الأوروبي الذي قبل بفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، حيث رحبت السلطة الفلسطينية بالموقف الأوروبي الذي اعتبرته بأنه كان ''صريحا من خلال إدانة الاتحاد الأوروبي الواضحة لبناء المستوطنات الإسرائيلية''. وعشية عقد اللقاء العربي جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقفه الرافض لأي مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة في ظل استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. والتقى الرئيس عباس، أمس، بالموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل الذي حل في المنطقة في مهمة اقل ما يقال عنها أنها يائسة لبعث الروح من جديد في عملية السلام. ولم يحمل المسؤول الأمريكي معه أي جديد سوى المقاربة التي سبق وطرحتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالعودة إلى المفاوضات غير المباشرة وفق آليات جديدة تتضمن طرح قضايا الوضع النهائي على طاولة النقاش. وهو الاقتراح الذي رحب به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقائه اول أمس ميتشل وذلك بعد أن قلل من أهمية الاستيطان الذي تواصل إسرائيل عبره ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وفي محاولة منها لإعطاء نفس جديد لمساعي وساطتها، وصفت الإدارة الأمريكية لقاء ميتشل نتانياهو بالطويل والايجابي. وقالت ''في الوقت الذي شرعنا في طريقة جديدة، تطرق الرجلان في محادثات طويلة وإيجابية إلى السبل الأنسب لبحث القضايا الرئيسية والتقدم نحو هدفنا لتحقيق السلام''. وإذا كان هذا هو موقف الولاياتالمتحدة من اللقاء فإن الرئيس عباس كان قد طالب واشنطن بتقديم ضمانات حول الاستيطان والخطوط العريضة لاتفاق سلام قبل الشروع في أي مفاوضات جديدة مع إسرائيل. ومن بين الضمانات التي يطالب بها الطرف الفلسطيني وقف كلي للبناء الاستيطاني في القدسالشرقية ومرجعيات سياسية واضحة، من بينها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام .1967 كما طالب الرئيس عباس واشنطن بالاعتراف بالدولة الفلسطينية القائمة على حدود .67 وهي الضمانات التي لم يشر إليها ميتشل لا من بعيد ولا من قريب مما جعل لقاءه مع عباس مجرد لقاء شكلي حاول من خلاله المسؤول الأمريكي إقناع الرئيس الفلسطيني بقبول المقاربة الأمريكيةالجديدة في استئناف مفاوضات غير مباشرة. وفي الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية تفعيل العملية السلمية تواصل إسرائيل مخططاتها الاستيطانية بوتيرة متسارعة. وأعطت حكومة الاحتلال أمس الضوء الأخضر لبناء 24 وحدة سكنية استيطانية في قلب الحي العربي سوانة بالقدسالشرقية التي من المفروض أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وباختيار هذا الحي العربي لبناء هذه المساكن الاستيطانية الجديدة، يتأكد أن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططها في إقامة دولتها العبرية الصرفة على أنقاض فلسطينالمحتلة. من جهة أخرى، تواصل حكومة الاحتلال اعتداءاتها الممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، حيث أقدمت قواتها أمس على اسر 31 فلسطينيا من مختلف مناطق الضفة الغربية. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال داهمت مدن قلقيلية وبيت لحم ورام الله والخليل واعتقلت هذا العدد من الفلسطينيين وسط إطلاق نار كثيف. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال العشرات من الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع مختلفة لا أساس لها. وكانت طواقم الإسعاف والطوارئ الفلسطينية قد انتشلت مساء اول أمس جثمان الفلسطينيين اللذين استشهدا ليلة السبت إلى الأحد برصاص جيش الاحتلال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.