''منسيو التاريخ'' هو عنوان الفيلم المغربي الذي عرض أوّل أمس بقاعة سينما ''المغرب''، في إطار المنافسة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لمخرجه حسين بن جلون وتمثيل أمين الناجي ومريم أجارو وعبد الرحيم اليناري والممثلة الشابة آمال الستة. حكاية الفيلم تروي قصة حب تجمع بين شخصيتي عزوز وأمنة اللذين يعيشان في وسط قروي، حيث يقرّر عزوز الهروب من الحياة الضنك التي جمحت طموحه، فيختار سبيل الحرقة نحو الضفة الأخرى لتحسين وضعيته ماديا والزواج من حبيبته أمنة التي يعدها بالعودة، وفي نفس الوقت يسلّط الضوء على ثلاث نسوة يعانين القهر داخل أسرهن بسبّب تسلّط الأب وظلم الأخ والبحث عن الحرية، ويحلمن بالهجرة، وعندما يتحقّق حلم الخلاص يقعن في أيدي تجّار الأحلام من شبكات المتاجرة بالرقيق الأبيض ويجبرنهن على الدعارة. بالمقابل، يصطدم بطل الفيلم عزوز بواقع الهجرة المرير في بلجيكا، حيث يقع هو الآخر ضحية استعباد رئيسه في العمل شأنه شأن عامة المهاجرين القادمين من دول آسيا وإفريقيا، ويضطر عزوز إلى الاستسلام للأمر ليكتشف أن هروبه من واقعه المر ببلده قد أسقطه في واقع أمر ولكن بعد فوات الأوان.الفيلم تطرّق إلى حقيقة لا ينكرها أحد وعكست بصدق الواقع المرّ الذي يعيشه المهاجرون الهاربون من الوضع المزري الذي يعيشونه في أوطانهم ليقعوا فريسة العصابات التي تستغل بحثهم عن الجنة الموعودة، واستطاع المخرج أن يصوّر العبودية المزدوجة التي يقع المهاجر غير الشرعي فريسة لها سواء كان رجلا أو امرأة. ''منسيو التاريخ'' فيلم إنساني، يجبر المشاهد على قراءة ما وراء الصورة، وهو دعوة جريئة إلى التفكير بجد لإيجاد حلّ لمشكل الهجرة غير الشرعية. كما استطاع المخرج بن جلون أن يعري الجانب الخفي من واقع المهاجر بعين المتحمس بدون إصدار أحكام.