ينتظر أن يحاكم اليوم (22 ديسمبر 2010) بمحكمة جنايات باتنة المتورطون في تفجيرات باتنة في محاولة فاشلة لاغتيال رئيس الجمهورية يوم 6 سبتمبر من سنة 2007 عندما كانت الجماهير تتأهب لاستقباله بعاصمة الأوراس.وحسب قرار الإحالة الذي تحصلت ''المساء'' على نسخة منه فإن التفجير تورط فيه 57 متهما، وأودى بحياة 25 شخصا مع إصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مما تطلب وقتها إعلان حالة الاستنفار القصوى والطوارئ بالأجهزة الأمنية، حيث حوّل الاعتداء الإرهابي عرس سكان المنطقة بقدوم رئيس الجمهورية لمعاينة مشاريع التنمية بالولاية التي تصب في إطار التزام فخامته بتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، إلى مأتم حقيقي. وقائع هذا العمل الإجرامي تعود إلى السادس من شهر سبتمبر من سنة ,2007 وهو موعد استقبال فخامة رئيس الجمهورية، وحدد مساره لتحية المواطنين الذين احتشدوا لملاقاته مسبقا من النافورة الكائنة بوسط شارع الحرية مقابل المحطة القديمة لنقل المسافرين إلى مقر الولاية. وأعدت لذلك جميع التدابير الأمنية اللازمة بما في ذلك الطوابير الطويلة لعناصر الشرطة المنتشرة بالزي الرسمي والمدني لمواجهة أي اعتداء مرتقب، واصطف على جانبي السياج حشود المواطنين، وبدأت الاحتفالات منذ الصباح باستعراضات متنوعة للفرق الفلكلورية، واتخذت كل الإجراءات لاستقبال رئيس الجمهورية وفق تقاليد المنطقة التي كانت من الأوائل التي باركت مسعى رئيس الجمهورية في استتباب الأمن والمصالحة الوطنية، وعند الساعة الخامسة بعد الزوال لحظات قبل وصوله توغلت مجموعة إجرامية وسط حشود الجماهير في الجهة اليسرى من المسار المؤدي إلى مقر الولاية. إلا أن يقظة عناصر الأمن الوطني الذين تابعوا تحركات المشتبه فيه حالت دون تحقيق مبتغى المجرم في سفك دماء الأبرياء، وإثر محاولة لإيقافه للتأكد من هويته لاذ بالفرار، لتتم مطاردته عبر الجسر المتواجد بحي 84 مسكنا إلى غاية اللوحة الإشهارية المتواجدة بالقرب من المسجد العتيق. وعندما تدخل مفتش الشرطة ''قطاف الطاهر'' لإيقافه انتهى تفكيره عند عملية التفجير الذاتي بواسطة حزام ناسف، فخلف التفجير 25 ضحية من ضمنهم عناصر من الشرطة، كما أصيب 172 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة. وقد أفضت التحريات التي قامت بها الجهات المختصة إلى تحديد هوية المنتحر الذي يدعى (ب.ه) المكنى بأبي المقداد الوهراني، وهو ينحدر من مدينة وهران وعرف بنشاطه ضمن كتيبة الموت الناشطة بالجبال المحاذية لمدينة باتنة، كجبل وستيلي، وقد سمح تواجده يوم الوقائع بطريق الوزن الثقيل بباتنة بمساعدة كل من أمير كتيبة الموت (م. ع) المكنى بأبي رواح، والإرهابي التائب (ز.و) الذي مكنه من بلوغ مكان الانفجار بمساعدة أحد القصر المدعو (خ.ع)، وكان سنه لا يتعدى آنذاك 17 سنة. وحسب ما ورد في قرار الإحالة فإن (ز.و) اعترف بالجرم المنسوب إليه بعد توقيفه، وأضاف بأنه التحق بصفوف الجماعات الإرهابية المسلحة خلال شهر ديسمبر من سنة 2005 وكان قد استفاد من تدابير المصالحة الوطنية وسلم نفسه لمصالح الأمن بتاريخ 27 / 04 / .2006 إلا أنه عاود الاتصال قبل عملية التفجير بثلاثة أشهر بالجماعات الإرهابية وتوسط له في ذلك المدعو (خ.خ) شقيق الإرهابي الهمام، ليباشر مجددا نشاطه بتقديم الدعم المادي والمعنوي للجماعات الإرهابية بعدما كثف من الاتصالات مع أبي رواحة، ومن مجمل اعترافاته أنه تمكن من إغراء وإغواء مجموعة أخرى بفكرة الالتحاق بالمجموعات الإرهابية بالجبل، وبعد هذه الحادثة اتجه إلى حي كشيدة واتفق مع المدعو (ع.ه) حول الموضوع رفقة عدد من شبان حي بارك افراج الذين اقتنعوا بالفكرة. وفي وقت تواصلت فيه التحقيقات والتحريات على قدم وساق، تم القبض على 12 متهما، فيما يبقى 42 شخصا آخرين في حالة فرار، وثلاثة أفراد غير موقوفين، مع الإشارة إلى أنه وجهت تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والجروح العمدية، وحيازة المتفجرات واستعمالها في أماكن عامة، وتسيير وتنظيم إرهابي لعناصر كتيبة الموت، وهي نفس التهمة الموجهة للمدعو عبد المالك درودكال غير الموقوف. وهذا بعد الاطلاع على الموقع الالكتروني لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، حيث تبنى زعيم التنظيم سابق الذكر العملية الانتحارية، ومن جهة أخرى وجهت تهمة المشاركة في تنظيمات الجماعات الإرهابية معروفة الغرض والنشاط للمدعو (ع.ه)، كما توبع كل من (ا.ح) و(ر.ع.ر) و(ب.ج) و(أ.ع.ر) و(م.ف) و(خ.ط) و(خ.ع) بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية. ومن المرتقب أن تعرف المحاكمة المدرجة في هذه الدورة الجنائية حضورا مكثفا لعائلات ضحايا التفجير الذين شغفوا بحضور جلسة محاكمة المتورطين في هذا العمل الإجرامي الذي يصفونه بالجبان .