لسان الدين بن الخطيب، هو شخصية علمية سياسية أندلسية، سجلت أثرا كبيرا في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بالأندلس، وتعرضت لنكبات ومآس من سجن وغيرها نظرا للظروف التاريخية التي وجدت بها في عهد ملوك الطوائف. لسان الدين بن الخطيب من مواليد مدينة ''لوشة'' الأندلسية ومنها انتقلت عائلته إلى غرناطة، وتاريخ ولادته يعود إلى شهر رجب 713 من الهجرة النبوية، درس ابن الخطيب الطب، الفلسفة، الشريعة والأدب، اشتغل مترجما، وعمل أمينا للسر لدى الوزير أبي الحسن بن الجياب، ثم تولى منصب الوزارة، وإبان الفتنة التي وقعت سنة 760 والتي أقصى خلالها الغني بالله الذي انتقل الى المغرب فأتبعه ابن الخطيب إلى منفاه، وبعد أن استعاد الغني بالله ملكه أعاد ابن الخطيب الى منصبه، لكن غزارة علمه والحظوة التي حظي بها عند الغني بالله أثارت حفيظة الحساد والكائدين له وعلى رأسهم ابن زمرك، فتم نفيه الى المغرب حيث مات قتلا سنة 776 ه. يا أكرم الثقلين ''يا أكرم الثقلين'' القصيدة المعثور عليها أو المكتشفة من ديوان ابن الخطيب، وهي تتكون من 13 بيتا شعريا، والقصيدة قالها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وحسب أجواء القصيدة، فمن المرجع أن لسان الدين بن الخطيب قالها في أيامه الأخيرة وهو بالسجن في المغرب، والقصيدة من الناحية الشكلية غير مكتملة ومنقوصة في بدايتها، ومن الواضح أنها ليست بخط لسان الدين بن الخطيب، بل هي نسخة والناسخ يظهر أنه اختار هذه الأبيات وانتقاها انتقاء ولم ينقلها كاملة. عثرت على هذه القصيدة بين دفتي مخطوط قديم وهي عبارة عن قصاصة لورقة، واكتشفت أنها لابن الخطيب، لأن لسان الدين يذكر فيها اسمه وهو يتوسل لله سبحانه وتعالى، ولم يكن للقصيدة عنوان فوضعت لها هذا العنوان ''يا أكرم الثقلين''. تبدأ القصيدة مبتورة من بدايتها وكأننا نقرأها من الوسط حيث تستهل بقول ابن الخطيب: ''والله لو البحار مدادهم والشعب أقلام جعلن لذاكا لم تقدر الثقلين تجمع ذرة أيدركوا وما استطاعوا له إدراكا بك قلبي موثوق يا سيدي وحشاشة مشوية بهواكا فإذا سكت فيك صمتي كله وإذا نطقت فمادح علياكا وإذا سمعت عنك قولا طيبا وإذا نظرت فلا رأى إلا كا يا مالك كن شفيعي من فاقتي إني فقير في الورى لغناكا يا أكرم الثقلين يا كنز الورى جد لي بجودك وارضني برضاكا أنا طامع في الجود منك ولم يكن لابن الخطيب من الأنام سواكا فلعلك تشفع فيه عند حسابه فلقد غدا مستمسك بعراكا ولأنت شافع ومشفع ومن لجا لحماك نال وفاكا واجعل شفاعتك في قبري غدا فسقني يوم الحشر تحت لواكا صلى الإله عليك يا خير الورى ما من مشتاق إلا لمثواكا وعلى أصحابك الكرام جميعهم والتابعين وكل من رآكا''. هذه هي لقصيدة المكتشفة والتي أطلعت الشيخ الدكتور محمد الشريف قاهر على بعض أبياتها، وقال لي إنها اكتشاف وأن هذه القصيدة غير موجودة في ديوان لسان الدين بن الخطيب ووعدني بأنه سيلحقها بديوان لسان الدين بن الخطيب المزمع إعادة طبعه بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة العربية، حسب ترتيب القصائد على الحروف الأبجدية، وتأتي هذه القصيدة في خانة حرف (ك) التي لم يكن في الديوان قصيدة بهذا الحرف.