تسجل المصالح الطبية المختصة في كسور العظام التابعة لمختلف المؤسسات الصحية بولاية تيزي وزو، العديد من المواطنين الجرحى بعد سقوطهم من فوق أشجار الزيتون، حيث تكثر حوادث كسور العظام في موسم جني الزيتون، وتكتظ المؤسسات الصحية الولائية بالوافدين إليها لإجراء الفحوصات والأشعة وكذا تلقي العلاج. وتشير الأرقام المتحصل عليها من مختلف المصالح الاستشفائية بالولاية خاصة منها أجنحة كسور العظام، أن هذه الأخيرة تستقبل وبصفة يومية مواطنين من الجنسين ومختلف الأعمار الذين تتراوح إصابتهم بين الخطيرة والخفيفة، فمنها كسور بدرجات متفاوتة غالبا ما تصيب الأرجل، اليدين، الظهر وغيرها من الحالات التي تتوافد بصفة يومية على المستشفيات. وحسب الأرقام المقدمة فإنه تسجل يوميا بمصالح الاستعجالات ما بين 4 إلى 9 حالات كسور وأرجع القرويون الذين يعرفون أشجار الزيتون أكثر من أنفسهم، أن كثرة عدد الأشخاص المصابين بالكسور ليس له علاقة بموسم جني الزيتون وأوضحوا أن هناك سببين رئيسيين يقفان وراء تفاقم ظاهرة الكسور التي تصاحب الموسم، منها الأمطار التي تخلق صعوبة كبيرة في تسلق الأشجار وجني المنتوج، حتى وان مضى على تساقط الأمطار يومين أو ثلاثة، حيث يترتب عن ذلك عدم تمكن متسلقي أشجار الزيتون من الوقوف جيدا ما يؤدي إلى انزلاقهم والسقوط المفاجئ الذي يسبب كسورا متفاوتة في مناطق مختلفة. أما السبب الثاني فيتعلق يضيف احد المختصين في الزيتون بعمر أشجار الزيتون التي تعود أغلبيتها لأكثر من نصف قرن والتي تبدوا للعين أنها قوية غير إنها أضحت هشة غير قادرة على حمل الأثقال، مضيفا انه في وقت مضى كان القرويون يعرفون أين يضعون أقدامهم لجني المنتوج حتى وإن كانت الشجرة كبيرة في السن، ثم أن إتقان عملية نفض حبات الزيتون يلعب دورا في عدم شعور المتسلق بالدوران والغثيان، خاصة إذ كانت الشجرة عالية. ورغم المخاطر التي تسجل في موسم جني الزيتون إلا أن سكان منطقة القبائل يحبذون جنيه مهما كانت حالة الطقس، لأن جني المنتوج عادة موروثة تتكرر سنويا وتميزها التويزة و ''تيمشرط'' وغيرها من العادات التي تزيد من ربط أواصر المحبة والتعاون في أوساط القرويون. وللتذكير سبق لمصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو، ان كشف على هامش الأيام الطبية الأولى حول كيفية علاج كسور العمود الفقري وتأثيره على المرضى، الذي احتضنه المستشفى مؤخرا أنه تم تسخير فريق طبي تلقى تكوينا في الخارج لتفادي تحويل المرضى خارج الجزائر، على اعتبار أن العملية تكلف بين 5 و10 آلاف أورو للشخص الواحد، كما خرج المشاركون في هذا اليوم الدراسي بعدة توصيات دعت إلى ضرورة إعادة الاعتبار والتأهيل للجانب التكويني، لاسيما في مجال معالجة العظام باعتباره تخصصا دقيقا وكذا الاهتمام أكثر بالجانب الاستعجالي مع ضرورة تكاثف الجهود بين مختلف الأطراف من أجل التكفل الحسن بالمصابين بهذا الداء الذي كثيرا ما يؤدي إلى الإعاقة المستدامة، ووضع برنامج موحد لمعالجة، مثل هذا النوع من الإصابات الذي يكون سببه في الأغلب حوادث المرور أو السقوط المفاجئ الخطير-.