ميز اختتام أشغال الملتقى الوطني ''بسكرة عبر التاريخ''، في طبعته التاسعة أول أمس الخميس، بإصدار مجموعة من التوصيات والمقترحات المتمحورة حول وجوب توثيق الشهادات الحية للمجاهدين، لكونها روافد مرجعية في تدوين تاريخ ثورة التحرير المجيدة 1954-.1962 وتضمنت التوصيات المنبثقة عن الملتقى الذي نظمته الجمعية الخلدونية للدراسات والأبحاث التاريخية، توجيه الدعوة للمهتمين بتاريخ الثورة التحريرية للعمل بصفة مكثفة، لجمع المعلومات التي يدلي بها المجاهدون كونها بمثابة مادة ''خام'' من شأنها المساهمة في رسم نصوص موثقة عن الأشخاص والوقائع إبان مرحلة الكفاح المسلح. وأوصى المشاركون في سياق متصل، بأن تنجز الأعمال التي يضطلع بها هؤلاء الأخصائيون في آجال سريعة، حتى يتسنى الحصول على كمية قصوى من المعطيات من أفواه صانعي الثورة، وبالتالي تفادي تلاشي الرصيد المخزن في ذاكرة هؤلاء المجاهدين الذين يوجد غالبيتهم في سن متقدمة. ونصت التوصيات كذلك، على أهمية إنجاز أشرطة سمعية - بصرية تحت إشراف مؤرخين، للتعريف بأبطال الولاية السادسة التاريخية وتخليد المعارك والإشتباكات التي خاضها المجاهدون ضد قوات الإحتلال الفرنسي. واقترح المشاركون بمناسبة هذا الملتقى الذي احتضنه المتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية العقيد ''محمد شعباني'' بمدينة بسكرة، أن يتم تشييد نصب تذكارية بالأماكن التي كانت مسرحا لمواجهات ضد العدو، مع إنجاز جداريات مدونة عليها معلومات توضيحية لتلك الأحداث. وكرست الجلسات التي استمرت طيلة ثلاثة أيام، لتسليط الضوء على أعلام الولاية السادسة التاريخية بمنطقة الزيبان، انطلاقا من تقديم سلسلة من المحاضرات والمداخلات التي أظهرت أن هذه الجهة من الوطن ضخت قوافل من الشهداء والمجاهدين في معركة التحرير، من أمثال الشهداء أحمد بن عبد الرزاق المدعو(سي الحواس)، والسعيد بن الشايب، ومحمد العربي بعرير ونور الدين مناني. ويوجد ضمن قائمة المجاهدين المتوفين العقيد محمد شعباني، والرائد محمد روينة المدعو(غنتار)، بالإضافة إلى كوكبة ما تزال على قيد الحياة من ضمنهم الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو وهو أيضا وزير سابق، والرائد عمر صخري والرائد شريف خير الدين، والنقيب محمد الطاهر خليفة. وألح المتدخلون أثناء المناقشة المفتوحة على أهمية اطلاع الأجيال الصاعدة من الشباب والطلبة، على التضحيات الجسام التي قدمها جيل أول نوفمبر في سبيل تحرير البلاد، مشيرين إلى ضرورة كتابة تاريخ الثورة التحريرية ومختلف مراحل التاريخ الوطني عبر الأزمنة بأقلام وطنية، التي تأخذ على عاتقها بصفة مركزة فحص النصوص والمعطيات وتنقية المادة التاريخية خالية من الشوائب.