أكد المجاهد عبد الحميد مهري أن الجزائر ليست في حاجة إلى إدانة الاستعمار لأنها أدانته بإخراجه من أرضها بعد احتلال دام 132 عام، كما أشار الملتقون أشغال الملتقى الدولي الثالث لتاريخ الثورة الجزائرية أمس بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة إلى ضرورة مواصلة كتابة تاريخ الثورة وفق منهجية علمية. توجت أشغال الملتقى الدولي الثالث لتاريخ الثورة الجزائرية أمس بجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة بإصدار توصيات تقضي على الخصوص بمواصلة الاهتمام بكتابة تاريخ الثورة وفق منهجية علمية ودعوة المجاهدين إلى تدوين مذكراتهم وتوثيق شهاداتهم لتكون مادة خام للباحثين في مجال التاريخ. واقترحت لائحة التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى كذلك فتح أرشيف الثورة أمام الباحثين في التاريخ وتشجيع الدراسات التاريخية حول ثورة التحرير فضلا عن جعل هذه التظاهرة العلمية تقليدا سنويا بجامعة سكيكدة والتفكير في فتح مخبر للدراسات التاريخية على مستوى هذه المؤسسة التعليمية العليا. وتميزت أشغال هذا الملتقى في يومه الثاني والأخير والذي حمل عنوان "تاريخ الثورة الجزائرية وتشريح الأحداث التاريخية من 1954 /1962" بمداخلة لعبد الحميد مهري أكد فيها بشكل خاص أن المجندين في جيش الاحتلال الفرنسي اعترفوا أن ما حدث في الفترة من 1954 إلى 1962 كان "حربا حقيقية" وليس "مجرد أحداث عابرة. وأشار مهري في مداخلته بعنوان "قراءة سياسية للثورة التحريرية" إلى أن "الجزائر ليست في حاجة إلى إدانة الاستعمار لأنها أدانته بإخراجه من أرضها بعد احتلال دام 132 عام، ومن جهتها أوضحت الأستاذة لمياء بوقريوة في مداخلة بعنوان "اللاجئين الجزائريين بتونس أثناء ثورة التحرير" أنه تم إحصاء ما يزيد عن 123 ألف لاجئ بالأراضي التونسية سنة 1957"، مشيرة إلى أن "الحدود الجزائرية-التونسية كانت متنفسا للثورة بفضل المساعدات التي كانت تتحصل عليها الثورة من الدول الشقيقة والصديقة آنذاك". وكان الهدف من هذا الملتقى حسب السيد علي قوادرية رئيس جامعة سكيكدة هو ربط الصلة بين صانعي ثورة التحرير وأجيال الاستقلال فضلا عن تسليط الضوء عن جوانب من تاريخ الجزائر في الفترة من 1954 إلى 1962.