تتضارب الأخبار حول ما آل إليه الوضع داخل اتحادية الدراجات ولا ندري من يدعي الحقيقة، أهم المسؤولون عن ذات الهيئة الفدرالية أم الأطراف المعارضة لها والمحسوبة على الأعضاء السابقين في المكتب الفدرالي؟ رئيس الاتحادية، رشيد فزوين، يقول إن الهيئة التي يرأسها تعرف تسييرا عاديا، بينما لا نشاط للفرع في الميدان منذ دورة غيلزان، وأن مكتبه الفدرالي يشهد استقالات متتالية، آخرها نائب الرئيس الأول، يوسف عميروش، الذي انسحب للتنديد بالكيفية التي تسير بها الاتحادية علاقاتها مع الاتحاد الدولي للفرع، لا سيما بعدما قرر هذا الأخير تعليق عضوية الدراجة الجزائرية على المستوى الدولي، وجسد ذلك خلال مؤتمره الذي عقده بمدينة ملبورن الأسترالية يوم أول أكتوبر الفارط. ولما سألنا فزوين عن هذا الملف، أحجم عن ذكر تهديدات الاتحاد الدولي الذي صادق أعضاؤه بالأغلبية على قرار إقصاء الفدرالية الجزائرية ابتداء من 1 جانفي 2011 في حالة عدم تلبية هذه الأخيرة الشروط التالية: أن تعقد جمعية عامة عادية في أقرب الآجال وأن تصادق على القوانين الأساسية التي تسيرها ومطابقتها مع ما يتماشى وقوانين الاتحاد الدولي، لا سيما في ما يتعلق بشق الانتخابات الذي يعتبر جوهر الخلاف بين الطرفين، على اعتبار أن الاتحادية الجزائرية رفضت الخروج عن روح مضمون المرسوم الرياضي 45/,05 الذي حدد العملية الانتخابية في جميع الاتحاديات في عهدة واحدة، عكس قوانين الاتحاد الدولي للدراجات التي ترفض تحديد الترشح في عهدة واحدة مثلما هو معمول به في الاتحاديات الدولية الاخرى. فزوين ليس مجبرا على الانصياع لتعليمات الاتحاد الدولي بقدر ما يتعين عليه الدفاع عن مصالح اتحاديته، لكنه مطالب من جهة أخرى بواجب إطلاع الرأي العام الرياضي وبشكل خاص رياضيي الدراجات بكل ما يمس تسيير الفرع. وقد بدأت الأوساط الرياضية للدراجات تتساءل عن الخطوات القادمة التي سيقوم بها رئيس الاتحادية، هل سيطبق ما قرره الاتحاد الدولي أم سيثبت على مواقفه التي جعلت هذا الأخير يهدد عضويته على المستوى الدولي. فزوين سينظم بدون شك جمعية عامة عادية في الأيام القادمة، مثلما أكد لنا ذلك من أجل أخذ آراء أعضائها حول الموقف الذي يجب أن تتخذه الهيئة الفدرالية لمواجهة تهديدات الاتحاد الدولي، في حين لم تدل وزارة الشباب والرياضة التي تتابع هذا الملف عن كثب بموقفها الرسمي في هذا الموضوع.وقد أصبحت هذه الوضعية التي تعيشها الدراجة الجزائرية، محل تساؤلات كثيرة من أوساطها الرياضية وبشكل خاص من بعض الوجوه القديمة التي ساهمت في صنع مجد هذه الرياضة، حيث تستعد لإنشاء جمعية قدماء الدراجة في الأسابيع القادمة، وأكد لنا البعض ممن يقفون وراء هذه المبادرة، أنها تهدف إلى إيجاد حلول تقضي على كل المشاكل التي ترهن مستقبل هذه الرياضة التي شرفت الجزائر في المحافل الدولية سواء قبل الاستقلال أو بعده، وأسماء أبطالها لا تزال محفوظة في ذاكرة الجزائريين، منهم زعاف وقبايلي وحمزة مجيد وبن زين ودرارني ودمرجي وتشومباز وأحمد جليل ومحي الدين وغيرهم من الدراجين الآخرين الذي كانوا في مستوى سمعة هذه الرياضة عبر العالم.