دعا وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الإستثمار السيد محمد بن مرادي أمس، إلى ضرورة انفتاح الشركات أكثر على فضاءات البحث العلمي، من خلال تعزيز علاقات التعاون والشراكة مع مؤسسات ومراكز البحث، وهذا تماشيا مع المحاور الكبرى للبرنامج الوطني للتأهيل الرامي إلى عصرنة 20 ألف مؤسسة في قطاع الصناعة والبناء والأشغال العمومية والمياه والصيد. وأوضح السيد بن مرادي في كلمة قرأها نيابة عنه المدير العام لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة السيد عموري براهيتي، خلال حفل تسليم الجائزة الوطنية للإبداع لفائدة المؤسسات الصغيرة بفندق الجزائر بالعاصمة، أن تجسيد هذا البرنامج الذي صادق عليه مجلس الوزراء في 11 جويلية ,2010 يسعى لتقوية قدرات تسيير وتنظيم المؤسسات بما يحقق نظام الجودة. وأضاف السيد براهيتي، أنه بحكم هذا البرنامج الهام الذي يحمل غلافا ماليا يقدر ب386 مليار دينار تحسبا للخماسية 2010-,2014 فإنه بإمكان كافة المؤسسات الإستفادة من برامج تكوين الموارد البشرية وتطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى الدعم المخصص للإستثمارات. وأشار المدير العام في هذا السياق، إلى أن المجموع العام لنسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بلغ مع نهاية السداسي الأول من 607297 ,2010 مؤسسة سمحت باستحداث 23400 منصب شغل جديد مقارنة بسنة ,2009 معتبرا ذلك ثمرة الجهود الجبارة للحكومة والسلطات العمومية عبر مختلف برامج الدعم والتطوير المحلي. كما توقع ارتفاع عدد المؤسسات المستحدثة نهاية 2010 إلى 46 ألف وحدة. وبخصوص مناصب الشغل، قال المتحدث ''أن نهاية السداسي الأول من سنة ,2010 شهد استحداث مليون و600 ألف منصب شغل، منها 100 ألف منصب شغل جديد''، مشيرا إلى أن الوزارة ستواصل العمل هذه السياسة إلى غاية تجسيد 200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة في غضون 2014 كما تم التسطير له. من جهة أخرى، أكد المدير العام لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أن الجائزة الوطنية للإبتكار للمؤسسات في طبعتها الثانية لهذه السنة، شملت 38 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، أثبتت مشاركتها الرسمية في التصفيات، وهو ما يدل على رغبتها الجادة في بلوغ أعلى درجات الإبداع والإبتكار كمعايير لتحقيق التنافسية. وأوضح أن إعداد مرسوم تنفيذي خاص بالجائزة الوطنية للإبداع، يتماشى مع الرؤى الحكومية والإستراتيجية العامة الرامية إلى تطوير النسيج الصناعي الوطني، مع تحسين مشاركة هذه المؤسسات في خلق الثروة وتنويع الصادرات خارج المحروقات. وتتجلى هذه الرؤى المنبثقة من برنامج إعادة التأهيل، لفائدة المؤسسات في مشاريع العصرنة التي أطلقتها الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ووكالاتها الجهوية وعلاقاتها مع المديريات الولائية، بهدف تشجيع مسؤولي الشركات على بلوغ درجات معينة من الكفاءة والإبداع. وبدوره، قال رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة البروفيسور جعفر بن عاشور، أن الطبعة الثانية للجائزة الوطنية للإبتكار تهدف لتشجيع المؤسسات على تطوير كفاءاتها، لاسيما من ناحية جعل المؤسسات متكيفة أكثر مع استخدامات التكنولوجيات الحديثة. وشدد السيد بن عاشور على ضرورة استفادة المؤسسات من تقنيات البحث العلمي وتوظيفها في معادلة الإنتاج، داعيا إلى توسيع هذه المسابقة لتشمل المؤسسات الكبرى الأخرى كسوناطراك وسونلغاز. لكونها قادرة على إحداث الفارق فيما يتعلق بالإبتكارات والإبداع. وللإشارة، تم تكريم المؤسسات التي حظيت بالمرتبة الثلاثة الأولى في إطار الطبعة الثانية لجائزة الإبتكار، حيث عاد شعار الجائزة لمؤسسة ''بيت بات'' من الجزائر العاصمة، والمختصة في إنتاج مبيدات الحشرات والقوارض تحمل صفة ''بيو''، كما تحصلت على صك مالي بقيمة مليون دينار، في حين عادت المرتبة الثانية لمؤسسة ''اسباك'' من برج بوعريريج المختصة في الهندسة الصناعية وإنتاج آلات مواد البناء والأشغال العمومية، التي تحصلت على صك بقيمة 800 ألف دينار. أما المرتبة الثالثة فقد اكتفت بها مؤسسة ''أم سي أل وهران''، المختصة في إنتاج الأسرة والأفرشة التي تحصلت على صك بقيمة 600 ألف دينار.