صدر مؤخرا للشاعرة فايزة مليكشي كتاب يحوي قصائدها الشعبية أسمته ''أوحيدة''، كدليل على بعض مشاعر الوحدة التي لازمتها في فترات من حياتها، ولا تكف فايزة عن قول الشعر، لذلك فإن برصيدها أكثر من 300 قصيدة. يتضمن الكتاب مجموعة من قصائد الشعر الشعبي الغنائي (50 قصيدة) متنوعة المواضيع لكنها تشترك في الإحساس الراقي والكلمة المعبرة. ابنة مدينة الثنية لا تهدأ، فهي دائمة النشاط والعمل والظهور أيضا، من خلال التزامها مع العديد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية تكتب فايزة في العديد من المواضيع الاجتماعية والتاريخية. مؤكدة على بصمة التفاؤل رغم أحزانها. اختارت فايزة قصيدة ''اوحيدة'' لتكون عنوانا لكتابها وهذا كوقفة منها لذكرى زوجها المتوفى والذي تذكر عنه كل جميل، تقول في بعض مقاطعها: ''اشريكي فالأفراح اتركني مبليا*دورت عليه في كل امكان اقطعي للياس يا لوليا*مكتوب عليك الشقى ولمحان ابقيت اوحيدة نتخبط معنيا*ما ابقى في وقتنا لمان'' على الرغم من هذه المشاعر الحزينة يبقى الأمل قائما كما يتوضح ذلك في قصيدتها ''رسمت قصة'' حين تقول: ''أفطن وافتح التاقة*الشمس طلت ع اليمين أنا رسمت قصة براقة*وأنت راقد ع الوذنين'' إلى أن تقول: ''خايلت القصة وارسمتها*كل لون فيها بشرحة من معانيها زدت قسرتها* وشبحتها بطعم الفرحة'' وتخاطب فايزة هنا المترددين والمتشائمين الذين استقالوا من الحياة وحبسوا أنفسهم داخل جدران اليأس والاستسلام كي ينهضوا من جديد ويروا كل ما هو جميل. تضمن النوع العاطفي عدة قصائد منها ''أشواقي''، ''يا درى''، ''اليوم نفتح قلبي''، ''درتي الخاتم والاسم'' وغيرها. في مجال المواضيع الاجتماعية كتبت الشاعرة عن بعض القيم الاجتماعية التي يجب التمسك بها، منها حفظ السر الذي هو حفظ للعلاقات الطيبة بين الأشخاص والأحبة والأسر، وأن البوح به قد يفكك هذه العلاقات التي تبني المجتمع ككل، تقول: '' يا مخزن اسراري*حافظ ع المفتاح لا تغويك لهداري* واحذر الفضاح'' تتحدث الشاعرة أيضا عن بعض الآفات الاجتماعية واصفة إياها بالجراثيم، مركزة على الأشرار الذين يستغلون طيبة الإنسان وتفانيه في عمله للإطاحة به، لكنها تؤكد في قصيدة ''ما يدوم غير الصح'' أن الحق ظاهر على الأمر كله وأن الفساد مآله السقوط، تقول: ''مايدوم غير الصح هل مثل*ولي اتحط على الفراغ ينتظر الصدمة لي في اعمالو قافز كي النحل*ما يطيح في فخ ابليس والشتما لي بنا وعلا غير بالرمل* ياتيه الريح ويضحى بالحمى''. من المواضيع الوطنية أنشدت الشاعرة قصيدة ''أنا الجزائر'' و''أعلام الجزائر'' و''الشهيد'' و''اليد في اليد يا الخاوة''، التي تقول فيها: ''اليد فاليد يا الخاوة* انوحدو لصفوف والقلوب الجرح يتنقى ويداوى* كي يخرج منو المكروب''. كما تتوقف في عدة قصائد لتمدح بعض المناطق والمدن الجزائرية التي زارتها واحتكت بأهلها كبومرداس، بشار، البليدة، تسمسيلت، أدرار وغيرها. في المناسبات والأفراح توقفت الشاعرة عند رمضان والعيد والزواج وعيد العلم والشرطة وغيرها. اختتمت فايزة كتابها بالقصائد الدينية التي توجتها بقصيدة في مدح سيد الأنام، تقول في مطلعها: ''شرقت الشمس بعد الظلام* انزل القرآن على الإسلام اتعين محمد عليه السلام* يترأس الأمة في الميدان'' كما استغلت بعض القيم الدينية وتعاليمها السمحاء لتقديم نصائح للغافلين والظالمين والمتخاصمين. للتذكير، فقد شاركت فايزة مليكشي في العديد من التظاهرات الثقافية عبر التراب الوطني، كما تعاملت مع عدة مطربين وفرق غنائية في عدة طبوع، كما أصدرت ألبومها الشعري المتضمن 21 قصيدة. ترتاح في كتابة الشعر الشعبي، إذ أنها تجده الأقرب إليها على الرغم من أنها تكتب بالعربية الفصحى وباللغة الفرنسية.